نون والقلم

م. حمدي قوطة يكتب: طريق الكباش.. الحلم أصبح حقيقة

تتجه أنظار العالم كله غدا الخميس إلى أرض الحضارة في حدث تاريخي.. الحضارة تحمل دائمًا الأسرار. وفي إرثها ما يدعو الجميع للانبهار. ينظر لنا العالم في عرض مهيب لآثار الأقصر، في حفل أسطوري عالمي مهيب مُشابه لـ موكب المومياوات الملكية. سينطلق من معبد الكرنك مرورا بطريق الكباش ووصولًا حتى معبد الأقصر. حيث المنصبة الرئيسية ومكان تواجد كبار الزوار من قادة وزعماء الدول والشخصيات العامة.

ويضم الموكب عددا من المركبات الفرعونية والعجلات الحربية وأكثر من 400 من الشباب والفتيات الذين يرتدون الزي الفرعوني. وسيسير هذا الموكب الفرعوني المهيب على أنغام «ترتيلة آمون» الشهيرة. وسيشهد الحفل قادة سياسيون دوليون ومحليون. كما ستقوم بتغطيته كل وكالات الأنباء المصرية والعربية والأجنبية.

لأول مرة من 3000 سنة، يعود «طريق الكباش» ليظهر للنور ويرى الشمس مرة أخرى.

«طريق الكباش» هو في الأصل طريق ملكي. كان يربط ما بين «معبد الأقصر» و «معبد الكرنك» ويبلغ طوله 2700 متر. وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه في الاحتفالات والطقوس الدينية، الطريق وقتها كان له اسمان. الأول هو «وات نثر» ويعنى طريق الرب، والثاني هو «تا مي رهنت» ويعنى «طريق الكباش» وهذا لأن الطريق كله مزين على الجانبين بتماثيل على هيئة كباش في وضعية أبو الهول.

هذا الطريق كان مجهولًا وغير معروف لأنه ظل مدفونًا تحت الأرض لقرون طويلة. وأول من اكتشف هذا الطريق الدكتور الأثري «زكريا غنيم» عام 1949. حين كان ينقب عن الآثار فعثر على 14 كبشا. وبعدها بعدة سنوات وفي الستينيات عثر الدكتور «محمد عبد الرازق» على 64 كبشا أخرى. و في عام 2002 توصل الدكتور «محمد الصغير» إلى حقيقة أن هذا طريق كامل طوله 2.7 كم مزين على جانبيه بالكامل بــ 1200 كبش. واستطاع أن يحدد مسار الطريق القديم الأصلي بدقة.

المشكلة أن أغلب هذا الطريق كان قد دُفن تحت الأرض وتم البناء فوق المسار الأثري بيوت ومساكن وجوامع وكنائس وحتى مباني حكومية في المنطقة المعروفة بـ «نجع أبو عصبة»، بما يعنى أنه لتتم عملية إحياء الطريق القديم كان لابد من إزالة كل هذه التعديات، والأمر كان يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية، لأن تكلفة نزع الملكيات كلها وتعويض أصحابها وتوفير أماكن بديلة لهم هي تكلفة عالية جدا، غير الصعوبة الفنية في الكشف عن الطريق الأثري القديم وترميمه. وكذلك ترميم الكباش التي تم اكتشافها وكان أغلبها في حالة يرثى لها.

وظل مشروع إحياء «طريق الكباش» مجرد حلم صعب التحقيق. وقد بدأ منذ عام 2006 في عهد اللواء سمير فرج والذي كان محافظًا للأقصر.

وقررت الدولة أن تخوض التحدي الكبير وتوفر له كل الإمكانيات المادية والفنية. ونتيجة لذلك عاد المشروع مرة ثانية لدائرة الضوء. وتحدد موعد افتتاح «طريق الكباش» ليكون الخميس 25 نوفمبر 2021.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى