«شكرًا» الفنان هاني شاكر على محاربتك القبح كلمة «شكرًا» لا يمكن أو توفيكِ حقّك لأنّك تضحى براحته وتحارب كل هذه الأصوات الشاذة ومن يقف وراءهم من إعلاميين ورجال أعمال وأشخاص لأهداف معينة وانت صامد وتحارب حتى آخر نفس والوقوف أمام من يقف معهم من الضالين، وان تحافظ بقدر المستطاع على الذوق العام، شكرا لأنك تحاول لتعيدنا إلى الزمن الجميل، أيام كانت للكلمة قيمتها ودلالاتها، وكانت للجمل الموسيقية رقيها.
إنك لا تحارب هؤلاء مطربين المهرجانات فقط والاستخفاف بالفن الراقي، بل تحارب أيضا بعض الطبالين الواقفين على أبواب من لديهم مال وسلطة، يقولون لهم آمين على كل ما تنطق به أفواههم وليس لديهم فكر غير الوقوف معهم في عصر اصبحت الرؤيا للحق والصدق ضابيبة من أشخاص تم الاستخفاف بعقولهم ليختفي معهم كل خيوط الأمل، ويبقى لنا المطبلون ممن يقودون المسيرة.
للأسف أغاني المهرجانات وهذا النوع من الغناء استطاع علي مدار الفترات الاخيرة في السير نحو الأسوأ والسكوت عليه جعل كل من هب ودب يتحول إلى مطرب فقد احتل القبح المساحات واستعمرها وغير هوية المجتمع وقيمه، بعد أن كان عبدالوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم من جيل العمالقة نطرب لهم، ونسمعهم لرقي الفن الذي كانوا يقدمونه، فهو خالٍ من أي ابتذال في وصف المحبوب أو المحبوبة، بل ويقدم الحب بكل رقي كانوا يختاروا الكلمة بكل عناية لأن الكلمة ممكن أن تدمر جيل وكنا نترك اولادنا تسمع للثقة فيما كان يقال.
أما مع هذا الغناء أصبح مألوفا ومرغوبة لدى الكثيرين، بل أصبح مفروض علينا السماع لهؤلاء في المواصلات والأفراح وغيرها. سواء رضيت أو أبيت وبمرور الوقت تشكلت ثقافة تدافع عن القبح وتبرره وتفرضه. حتى أصبح الإحساس بالجمال أمرا منبوذا الفئات الرافضة للقبح والمحبة للجمال. وكأنها غريبة فى وطن بات كل ما فيه يستمرئ القبح. أو يتعايش معه ويعاقب الجمال فيما هو طبيعي.
فعلا أنت جئت علي الوجع الذي لا بد أن يعالج مهما كلف اراحة الوجع لا بد للطبيب أن يزيل ويجرح حتى يتم التطهير والعلاج وضرورة أن يكون هناك منع هذه الأغاني لخروج الأغاني الهادفة فقط للنور، وأن كل نقابة مسئولة عن المخالفات التي يضمنها المنتمون لها ويجب على مؤسسات الدولة ان تتعاون مع نقابة الموسيقيين لضمان ذلك الامر لا بد من الشرفاء أن يكونوا سند للفنان الراقي هاني شاكر في معركة يقف ضده كل من يريد الإضرار بالذوق بعد أن أصبحت أغاني المهرجانات كالمخدرات وكلماتها والفاظها كالمسكرات علي الشباب وقتل للذوق العام للجيل الصاعد.
لست ضد شخص وإن كنت لا أعرفهم من كثرتهم ولا أميز الأصوات. لأنها كلها متماثلة ولكن مع أي كلمات. لا تتضمن كلمات مبتذلة وأن تكون الأغنية صاحبة رسالة جديدة وفكرة.
شكرا لك وإلى كل الشرفاء الذين يقفوا وراءك رغم الابواق الرافضة يقفوا بدون مقابل غير مصلحة أجيال قادمة ومحاربة القبح.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا