ازرع جميلًا.. ولو في غير موضعه فـلن يضيع جميلا أينما زرعًا
يعجبني كثيرا بيت الشعر لأبو الفتح البستي وأتأمله كثيرا وأتعجب لماذا قل الزرع الجميل في حياتنا التي أصبحت جرداء بلا روح ولا إحساس. رغم أن الإحساس نعمة عظيمة، ومنحة ربانية. ينعم بها الله عز وجل على من يشاء من عباده.
أصبح البعض لا يضحك في وجهك الا لطلب ولا يتقرب منك إلا لخدمة ولا يلقي التحية عليك إلا إذا كان يعرفك أصبحنا نخاف أن نبتسم ليظن الطرف الآخر إننا سعداء وان نمشي بسرعة ليظن البعض أن صحتنا جيدة في يحسدنا عليها ونشكو حتى لا يظن الأصدقاء أننا بخير حتى أصبحت الحياة جافة أصبحنا نخاف علي ارزقنا ونعلم أن الله هو الرزاق ونفكر في أحوالنا ليل نهار ونعلم ان الله هو مدبرها.
وتطيب لنا الحياة وتحلو بوجود أهلنا وأصدقائنا ومعارفنا الذين تقضي معهم أجمل الأوقات، وممن يخففوا عنا عناء الحياة والعمل فلا غنى لنا عنهم لانهم يحبوننا بلا مقابل ، وتكون الحياة مرة عندما نكتشف ان الحب مزيف وأنهم هم من يسببون لنا المتاعب. لكن رغم ذلك تمر بنا الحياة نقابل وتغرق بساطتنا في صعوبات الحياة. وننسى علاقاتنا الإنسانية المفقودة فيما بيننا فهل يستطيع الطيبون أن يغيروا زحف قسوة الحياة على عواطفنا. والتخلص من جهلنا تجاه البعض. وخلال تفكيري فيما وصلنا اليه. وأن الحل هو الرجوع إلى حب بعضنا بعض وان نحس ببعضنا البعض. لأجد طفلة جميلة تسكن منزلنا توزع الحب والحنان على الجميع تخضنا بحرارة كأنها ابنتي التي لم الدها. أو قريبته لي لا أعرفها تلك الطفلة الجميلة جنات توزع السعادة على الجميع. لتؤكد ان الحب لا يباع ولا يشترى
ما أجملها الطفولة تجد في ابتسامتهم البراءة. وفي تعاملاتهم البساطة لا يحقدون ولا يحسدون. وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون، يعيشون يومهم بيومهم، لا يأخذهم التفكير ولا التخطيط لغد ولا يفكرون كيف سيكون وماذا سيعملون، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثهم مشوقة وتعاملاتهم محبة.
إن أسأت إليهم اليوم في الغد ينسون وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة؛ ذلك لأن قلوبهم بيضاء لا تحمل على أحد. تعاملك اللطيف أعطوك كامل مشاعرهم حباً واحتراماً وتعلقاً، صفات طفولية ولكنها جميلة ورائعة والأروع من ذلك أن تكون فينا نحن الكبار فنكتسب منهم فن التعامل ونأخذ منهم نقاء القلب وصفاء النفس. الطفولة صفحة بيضاء، ثغر باسم وقلبِ نقيّ، الطفولة عالمٌ جميل تملؤه السعادة والنقاء كما فى قلب جنات الطفلة التي تنثر الحب وتزرع جميلا رغم انها لا تعرف ما قاله أبو الفتح البستي، وأغصان عفويّة تحمِل ثِمار القبول والمُتعة، الطفولة أنفاسٌ عذبة وسحائب ماطِرة وأريج عبِق، كبرنا وما زلنا نبحث عن الأمان، عن الصدق، عن الوفاء، عن قلوب صافيه كقلوب الأطفال، قلوب صادقة لا تعرف الكره والحقد والخيانة والغدر، قلوب بريئة طاهرة نقية كقلب جنات .
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
