الفرق بين ارتكاب الجريمة والامتناع عنها «شعرة» والفرق بين الحلال والحرام «شعرة»، والفرق بين الحب والكره «شعرة»، والفرق بين الحق والباطل «شعرة»، والفرق بين النجاح والفشل «شعرة»، والفرق بين الخير والشر «شعرة».
وتعتقدون معي أن هذه الشعرة هي «العقل»، هذا العقل الذي ميز به – الله سبحانه وتعالى – بني البشر دون غيرهم من مخلوقاته.
«والله تعالى» منع الحساب والعقاب عن فاقد العقل والقانون أيضاً صار على هذه القاعدة الربانية.
وكلنا نعيش في صراع مع «شعرة»! وباستخدام العقل نجد أن الحق واضح والباطل واضح.. ونحيد عن الحق؟ إن الحلال واضح والحرام واضح.. ونحيد؟!
إن الناجح واضح والفاشل واضح.. ونحيد ونظلم الناجح ونرفع الفاشل!
أشياء كثيرة نعيشها جميعاً – وبالعقل – لا يختلف عليها اثنان ولكننا نصر على تغييب عقولنا.. وتغليب رغباتنا، وكأننا نرفض سنة الله في خلقه ونرفض تكريم الله لنا، ونتعامل مع بعضنا البعض بقسوة وتجبر وعناد واستعلاء ولا منطق.. ولا عقل؟!
والقرآن الكريم وكل الأديان السماوية خاطبت فينا العقل وآمنا بالقرآن وبكل الكتب السماوية.. ولكننا في كل تصرفاتنا نرفض منطق العقل ونغيبه ونتنافر ونتزاحم ونأخذ حقوق غيرنا.. ونظلم ونكذب حتى على أنفسنا!
والتاريخ أثبت أن من يعيش بلا عقل سواء أكان فرداً أو حاكماً أو محكوماً.. أو كانت أسرة أو كان مجتمعاً.. فمصيرهم إلى فشل وزوال.
حتى الدول التي تعيش بلا عقل فمصيرها الضياع.. فمن منا لا يعرف أن دولة «موسوليني» كانت بلا عقل.. ودولة «هتلر» أيضاً عاشت بلا عقل.. فأين هما وماذا حدث لهما؟
إذن وببساطة وهدوء وبدون عصبية وتشنج وإلقاء التهم جزافاً.. الفيصل والحكم هو العقل.. فلماذا غيبتموه؟! ألم تعلموا أن الخاسر الوحيد في أي معركة.. هو من غيب عقله.. وصور لنفسه أنه الفاهم الأوحد والعاقل الأوحد؟
أفيقوا.. قبل أن تصيبكم تصرفاتكم بالجنون وتفقدوا برغبتكم وإرادتكم أجمل نعم الله سبحانه وتعالى لبنى البشر وهي عقولكم.
ارضوا بما في أيديكم.. ولا تنظروا لما في أيدي الآخرين.. افهموا أن لكل منا إمكانيات وملكات وأرزاقاً مكتوبة ومحتومة.
لا تتسابقوا على الـ – لا عقل – فهو لن يحدث لأنه ضد العقل.. افهموها.
أعيدوا ترتيب أوراقكم وحساباتكم وتصرفاتكم واعلموا أن العقل هو الفيصل والحكم أمام الله وأمام الناس وأمام أنفسكم وكفوا عن الضحك على أنفسكم.
واعلموا أن الأمم والدول والأسر والأفراد خاسرون.. لو عاشوا «بلا عقل».
مستشار رئيس حزب الوفد للاتصال السياسي وإدارة الأزمات
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا