من المعروف أن أي إنسان يتعرض لإصابة بالغة في جسده فإنه بتقادم الأيام ومرورها أن يتماثل للشفاء تدريجيًا؛ أو أن وضعه الصحي يكون في حالة من الانتكاس والتراجع التدريجي إلى أن يصل إلى مرحلة العجز وعدم القدرة على الحركة بكل أشكالها وأنواعها وحتى البسيطة جدًا – شبه مشلول – إلى أن يصل إلى حالة الاحتضار والوفاة.
لكن هذا مالم نجده في مولاتنا الزهراء-عليها السلام- حيث أننا وبحسب رواية الكليني في الكافي- المذكورة أدناه- عن الإمام الصادق-عليه السلام- قد عرفنا أن الزهراء- سلام الله عليها- بعد وفاة أبيها المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم- ولمدة خمس وسبعون يومًا قد عمدت إلى الذهاب إلى مقبرة شهداء أحد والتي تبعد عنها مسافة 5000 متر؛ وتفعل ذلك مرتين في الأسبوع ( الإثنين والخميس ) أي تسير ذهابًا وإيابًا في كل أسبوع حتى وفاتها ( 20000 متر ) فهل هذه الحركة والنشاط المستمرين يقوى على فعلهما إنسان وخصوصًا المرأة التي تتعرض لــــ :-
1- كسر ضلع… 2- دخول مسمار في صدرها وهذا يعني اختراق إحدى الرئتين … 3- اسقاط جنينها … 4- عصرة خلف الباب … 5- ضرب وسطرة وغيرها ؟؟؟!!! فكما قلنا في مطلع كلامنا من يتعرض لأبسط إصابة فإنه بتقادم الأيام. أما يمتثل للشفاء أو أن وضعه وحالته الصحية تسوء بالتدريج وبالتالي تحصل الوفاة. وهذا يعني أنها-سلام الله عليها- لم تكن قد تعرضت لهذه الأمور مطلقًا ولهذا كانت تذهب لمقبرة شهداء أحد. مرتين في الأسبوع لأنها لم تتعرض لأي إصابة جسدية. ولم تتعرض لأي إعتداء كما يروج عرابيّ الطائفية من اخبارية وفضلتهم الشيرازية ومن يوافقهم.
أما من يقول أن فعلها هذا كان قبل حصول الحادثة-حادثة الدار- فهو قول مضحك جدًا ولا يمكن لأي عاقل أن يقوله؛ لأنه ينقض نفسه بنفسه وينفي الحادثة من الأساس؛ لأن الرواية تتكلم بوضوح عن فعل الزهراء-عليها السلام- بعد وفاة أبيها مباشرة ولمدة 75 يوم حتى توفيت ؛ فمتى حصلت الحادثة إذن ؟ إلا إذا قيل قبل وفاة النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا ما يثير السخرية والضحك على قائله …
ملاحظة :- الزهراء-عليها السلام- كان ذهابها إلى مقبرة شهداء أحد مرتان كل أسبوع هو للتذكير وللنصح والإرشاد وليس للممارسة الزيارة أو طقوس الزيارة؛ لكي لا يأتي أحدهم ويقول أن فعلها يدل على مشروعية المسير والمشي والطقوس الأخرى المبتدعة؛ فهي-عليها السلام- لو كان قصدها الزيارة لكانت قد جعلت زيارة قبر أبيها- صلى الله عليه وآله وسلم- محط وجهتها ومقصد لها؛ لكنها-عليها السلام- ولكونها تعي جيدًا أنه لا يوجد أي صلة أو مدخلية لزيارة القبور وطقوسها في الدين ولا توجد مشروعية دينية في ذلك لهذا اعرضت عن ممارسة مثل هكذا أمور؛ وهو ما يدل على أن بناء القبور وتخصيص زيارات لها وتحديد أيام وابتكار طقوس لها وتعطيل الحياة وإقامة النياحة وغيرها ما هي إلا بدعة من بدع الاخبارية وفضلتهم الشيرازية ومن يوافقهم الرأي والمنهج والسلوك …
كل ذلك وغيره مما لم نحط به علمًا قد بينه وكشفه لنا المهندس الصرخي الحسني من خلال بحثه الموسوم ( عاشوراء إصلاح الفكر والعقيدة والأخلاق) حيث من ضمن ما ذكره في هذا البحث :-
{{… هـ ـ «، قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {تَـأْتِـي(عَلَيْهَا السَّلَام) قُـبُـورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ، الْإِثْنَيْنَ وَالْخَمِيسَ}، وَهَذَا يَعْنِي؛ إنَّهَا تَسِيرُ مَسَافةً تَزِيدُ عَلَى [5000 مَتْرٍ] كَـي تَـصِلَ قُـبُورَ أُحُـد، وَتَسِيرُ [5000 مَتْرٍ] مِثْلَهَا عِنْدَمَا تَعُـود إِلَى بَيْتِهَا، وَكَانَت(عَلَيْهَا السَّلَام) تَفْعَـلُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ فِي كُـلِّ أُسْبُوعٍ حَتَّـى مَـاتَـت(عَلَيْهَا السَّلَام).
وـ مَسَافَةٌ طَوِيلَةٌ [10000 مَتْرٍ] كَانَت تَسِيرُهَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ(عَلَيْهَا السَّلَام)، فِي كُـلِّ يَـوْمِ اثْنَيْن، وَفِي كُـلِّ يَـوْمِ خَمِيس، حَتَّـى مَـاتَـت(عَلَيْهَا السَّلَام)!! لَكِنْ، أَيْنَ عَصْرَةُ البَابِ وَالمِسْمَارُ وَالسِّيَاطُ وَالضِّلْعُ المَكْسُورِ وَالمُحْسِنُ وَالإسْقَاطُ؟!!
زـ هَـل كَانَت أمُّنَـا فَاطِمَة(عَلَيْهَا السَّلَام) تَسِيرُ تِلْكَ المَسَافَاتِ الطَّوِيلَةَ قَـبْـلَ أُكْذُوبَةِ. وَأُسْطُورَةِ عَصْرَةِ البَابِ وَالمِسْمَارِ وَكَسْرِ الضِّلْعِ وَالإسْقَاط، أَو بَعْـدَ الأُسْطُورَة؟!!!
ـ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {شَيَاطِين الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} ……}}…
ولكل من يريد أن يطلع على تفاصيل البحث؛ يرجى الدخول على الرابط التالي :- https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/posts/472817337696403
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا