نون والقلم

محمد يوسف يكتب: رسائل مزعجة

نبهت بعض الدوائر الاقتصادية الشركات العقارية التي تمارس عملها من خلال إزعاج الناس، ولم تسمع تلك الشركات التنبيه أو تلتفت إليه، ربما لأنها تعلم بأن تلك الدوائر تعتقد بأنها قد أدت ما عليها وقامت بالواجب وهذا أقصى ما يمكن أن تفعله.

أحمد ونيفين وسحر وكلوديا وهدى وأنيتا مازالوا يتصلون ليبيعونا شققاً تطل على البحر وبيوتاً من خمس غرف نوم في ملعب غولف حديث. لم تكفهم رسائلهم التي لا تتوقف، فيتصلون متى ظهر رقمك أمامهم. في الثامنة صباحاً أو الرابعة عصراً. دون أن يعرفوا من أنت. صبي قاصر أو فتاة في الإعدادية أو عامل نظافة أو مريض في مستشفى أو مدير في اجتماع مهم. هم مكلفون برسائل يجب عليك أن تسمعها، برضاك ودون رضاك. فإذا اعتذرت لأحد في يوم ظهرت لك أنيتا في يوم لاحق بلكنتها الأجنبية لتضفي إلى العرض شيئاً من الرقة والمصداقية!

وخلال حديثهم يقدمون لك كل التسهيلات، لا دفعة أولى، ولا رسوم خدمات، وتقسيط على عشر سنوات، وفوائد تكاد لا تذكر، إغراء بعد إغراء، حتى تضرب موعداً معهم، وهناك تتجلى أمامك عملية نصب واحتيال يمكن أن تصنف ضمن المستوى الأول، فكل صور الابتزاز والخديعة تكون ضمن العقد الذي يقدم إليك، فالمقدم موجود، والرسوم حاضرة، والفوائد متراكمة قد تصل إلى نسبة موازية لقيمة العقار خلال سنوات التقسيط، وعندما تسأل عن عرض أحمد وأنيتا ونيفين يتجاهلون الرد.

في السابق كنا نحلم بالهاتف النقال، ونعتقد بأنه سيحل كل مشاكلنا مع الوقت والجهد المهدر. وخاصة في عملنا الإعلامي وما عانيناه للتواصل أو الوصول السريع إلى مصادرنا ومقرات عملنا. واليوم نشعر بأن هذا الجهاز الذي أغرق بكم التطبيقات والأنظمة الحديثة للرسائل أصبح بلاء، والجهات المعنية تكتفي بتنبيه خاوٍ لا يقدم أو يؤخر!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى