من منا ليس له كبر؟
كلنا أصبحنا ننظر بتعالي
أصبحت المظاهر هي من تتحكم فينا
لم يعد بإمكاننا أن نعيش مثلما نحن
القناعة والرضا ليس لهما محل في حياتنا
ترى هل من الدنيا؟ أم من نفوسنا؟ أم من كل هذه الضغوطات المتناثرة من كل مكان.
وفي كل مرة نجد المبررات والحجج لا متناهية لكنها تبقى غير مقنعة وغير مبررة
لماذا أصبحنا هكذا؟
لماذا تغيرنا إلى نسخ أخرى بالكاد نكتشفها في الحين
لماذا جرحنا لما انجرحنا
لماذا جفت مشاعرنا وطغت عليها القسوة ولم ندرك عنوان التسامح
تراه صعب؟ أم ما بدر منهم ليس له أي درب للغفران ولا مسلك للنسيان
ما أصعب هذه الدنيا
ما أصعب اختباراتها ومعدلاتها وغرائبها وكائناتها
ونحن أيضا لا نقل تعقيدا لأننا لم نتعلم بعد أن نتصالح مع أنفسنا ونسألها ونلومها ونفهمها.. تهنا مع كل هذه الألغاز والمتاهات
ولم نفهم القواعد والشعارات
تعلمنا فقط نقيضين وهما الكسب أو الخسارة
كل مفهومنا من ربح ومن خسر
وكأننا في لعبة شطرنج
أو في معركة شرسة على حلبة صراع
لماذا أصبحت المفاهيم هكذا وهذه الأقنعة متى ستزال، لنكتشف ماذا تخفي وراءها
فنحن قد أصبحنا كل يوم في حفلة تنكرية وكل شخص متنكر بقناع يخفي وراءه بشاعته ليته يرجع لطبيعته ويعيش مثلما خلقه الله بطبيعته
فالنسخ المتواجدة الآن كثيرة جدا ومتشابهة لكنها لا تشبه الطبيعة الأدمية
أصبح الجميع يركضون وراء سراب مفتخرين بهذا السراب، ومن يصدق أنه سراب وليس حقيقة.
ومن ثم يلومون الدنيا ويشتكون منها مع أنها لم تتغير البشر وحدهم من تغيروا على كل الأشكال والأصناف والايقاعات واحترفوا كل فنون المرواغات والشر، متناسين أن هذه الدنيا ليست إلا وهم، وهم لازالوا غارقين فيه.
ولم يحن الأوان بعد على استيقاظهم من سباتهم العميق سبات الأوهام والمصالح والغش والخداع والطمع والجشع إلى حد أن أصبحوا مقيدين وقد نسوا أحجامهم الحقيقية ولازالوا يكذبون ويصدقون أكاذيبهم.
وما أبشع شعور الإنسان عندما يشعر أنه يكذب ويصدق كذبته ويغرق في وهمه ليجد نفسه في نهاية المطاف وسط إعصار وبراكين تدمر كينونته ووجوده ليجد نفسه تائها وسط دوامة لا يفهمها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا