نون والقلم

محمد يوسف يكتب: الإعلام منهم براء

من يريد أن يقارن هو حر، عقله في رأسه، يفكر ويقرر ما يشاء، لن يمنعه أحد. حتى لو نفث سماً في صورة تغريدة، ولو لوث نقاء الجو بكلمات مصحوبة بروائح كريهة.

نحن أمام مجموعة من المهووسين، جننتهم الأرقام، يثيرون الآخرين. والذين يكونون في الغالب أشقاءهم في دول الجوار، ويستفزون مشاعرهم. وينثرون بذور الفتنة بينهم، «مدينتي أفضل من مدينتكم» و«بحري أكثر زرقة من بحركم». و«رؤية بلادي للمستقبل تفوق رؤية بلادكم»، و«زوارنا أكثر عدداً من زواركم». ويسمى كل من يفعل ذلك «مؤثراً»، وتمنحه جهات رسمية.

وللأسف الشديد أنها رسمية، صفة «إعلامي»، وحتى يتهربوا استحدثوا شيئاً اسمه «الإعلام الجديد» وجعلوه «مرتعاً» للنطيحة والمتردية، والمسؤول عن بعض الجهات التي قلنا إنها رسمية «مهووس» مثلهم بتلك الرسائل القصيرة المسجلة من السيارة أو المطعم، وأمامهم «كوب» القهوة المزخرفة، هو نفسه يريد أن يكون إعلامياً مؤثراً، لهذا يصر على جعل كل المتطفلين إعلاميين «غصباً» عن الواقع والحقيقة والقواعد الإلزامية والأخلاقية، ولا ننسى القدرة الذهنية والنفسية لفهم متطلبات إطلاق صفة «إعلامي» على أي شخص.

أحدهم أراد قبل أيام أن يوسع من قاعدة شهرته أو يحسن من صورته، فالصفتان تنطبقان عليه، وهو منهم، من أولئك المنتمين لمنصات التواصل ليقال إنه إعلامي مؤثر، فوضع سؤالاً يقارن فيه بين دول الخليج العربية، وقرر من تلقاء نفسه أن يجري ما يشبه الاستفتاء، وترك الساحة لتقتحم من الحسابات الوهمية، وحدث «همز ولمز» تحول إلى «شتم وتطاول»، وكان ذلك الجاهل صاحب السؤال سعيداً بنسبة استقطاب الردود والمتابعة!

الإعلام الجديد يقال للمواقع الإعلامية والصحفية، فهو امتداد طبيعي لها أنتجته تقنيات حديثة غيرت وطورت أساليب العمل التقليدية، أما الأفراد فهؤلاء يمكن أن تطلق عليهم مسميات توازي وتناسب أدوارهم، ولكن خلطهم بهذه الصورة العجيبة، فهذا إضرار بحق مجتمعاتنا ووحدة صفنا، فنحن لسنا بحاجة للفاشلين يعلموننا عن بلداننا ومدننا، ويثيرون النعرات بين الناس.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى