نون والقلم

د. إيمان علاء الدين تكتب: ماذا لو؟

ماذا لو؟ سؤال يتبادر في أذهان الجميع، يتسأل به الصغير قبل الكبير. سؤال يتم توجيه لنفسه أو لغيره، كلمات يتم صياغتها لاشباع فضول أو للرد على تساؤل. كما تستخدم تلك الحروف لإعطاء إجابات لمواقف صعبة أو غير متوقعة قد تعرف أو لا تعرف كيف تخرج منها بأمان. ولكن من هذه الحروف سنستعرض سلسلة من المقالات تتضمن عرض بعض الرؤي والآمال والأمنيات ورسائل لمستقبل أفضل لمصر وللمصريين.

ولاشك أننا نعي تماما وندرك جيدا الجهد المبذول من الدولة المصرية، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، لتبني  مبادرات وأفكار الشباب، وكلنا ثقة في دعم  القيادة السياسية لكافة الأفكار والنماذج الناجحة التي تهدف لخدمة المصريين، ولعلنا نبدأ بتلك الكلمات في هذا المقال بـ «ماذا لو لم يحتفل العالم باليوم العالمي للصحة النفسية؟».

بالأمس القريب احتفل العالم باليوم  العالمي للصحة النفسية، والذي يوافق العاشر من أكتوبر من كل عام، وكان الاحتفال هذا العام يتضمن أثر جائحة كوفيد-19 على الصحة النفسية للمجتمع.

كما حرصت وزارة الصحة والسكان المصرية على إطلاق  حملة للتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية، والتي تمثلت في تنظيم يوم رياضي للمرضى، يتخلله إقامة مباريات لكرة القدم، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة ثقافية داخل المستشفيات التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية، بجميع أنحاء الجمهورية والتي يبلغ عددها 20 مستشفى ومركزا لعلاج الإدمان من أبرزهم مستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية، ومستشفى حلوان للصحة النفسية، ومستشفى الخانكة للصحة النفسية، ومستشفى سوهاج للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومستشفيات بني سويف، والمنيا وأسيوط، وأسوان.

وبحسب بيان الوزارة، ستستمر تلك الحملة على مدار 30 يوما. بالإضافة إلى امكانية تقديم خدمات الاستشارات الطبية المجانية الخاصة بالصحة النفسية على مدار الساعة. كما حرصت الوزارة على إطلاق رسائل توعوية على منصات التواصل الاجتماعي للتعريف بأعراض الاكتئاب والتي من بينها فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة المعتادة والإرهاق المستمر والحزن المستمر وتستمر هذه الأعراض فترة لا تقل عن أسبوعين إضافة إلى عدم تناول الطعام بشكل متوازن وقلة المشاركة المجتمعية وقلة الثقة بالنفس والإحساس بالذنب واضطراب النوم، وضعف التركيز.

وعلى الرغم من تلك الرسائل التوعوية حملت أرقام للتواصل مع المختصين لإيجاد حل وعلاج تلك الأعراض إلا أنها لم تذكر أسباب حدوث تلك الأعراض.

فمن منظوري الشخصي، استطيع أن أجزم بأنه يكمن حل اللغز الخاص بالمشكلة بنسبة تقدر بحوالي 80% من خلال معرفة سبب حدوث تلك المشكلة فقط، ومن ثم نستطيع جمع المعلومات عنها وترتيب الحلول وفقا لأولويتها ومناسبتها للموارد المتاحة وطرح البدائل ومن ثم تحديد أفضل الحلول المتاحة واختبارها.

وقد لفت نظري، في ذلك السياق، مقال كتبه الدكتور نزار سامي، عضو مجلس أمناء المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، بعنوان «المكنز .. كبسولة الشفاء» والذي تحدث فيه عن وبينار مع الأستاذ الدكتور عمرو سليمان، أستاذ الصحة النفسية وعلوم الأعصاب المعرفية، حيث تابعت تلك الويبينار وما عرضه الدكتور عمرو سليمان من تعريف جامع شامل للصحة النفسية وأسباب الاختلال المتعلقة بالصحة النفسية حيث ذكر أن الصحة النفسية قائمة على صحة العقل، فالعقل يعتبر البوصلة الرئيسية التي تحرك الإنسان وأي خلل يحدث في العقل يؤثر على الصحة النفسية ومن ثم يظهر مؤشر الخلل في كافة وظائف الحياة المختلفة منها الاجتماعية والإنسانية وغيرها واختتم الويبنار بإطلاق مبادرة «شفاء» والتي ستضمن العديد من الأنشطة والفعاليات المتكاملة والمتميزة من أجل رفع الوعي وبناء القدرات في مجال الصحة النفسية.

وجديرا بالذكر فإن حديث د. عمرو سليمان عن العقل ذكرني بمبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بعنوان « استراتيجية بناء الإنسان المصري» حيث أكد الرئيس السيسي، في وقت سابق وخلال أحد جلساته مع الشباب المصري، أن تحدي بناء الإنسان يعتبر تحدي الإنسانية كلها على مر العصور، ويلزم لذلك ضرورة الحفاظ علي الهوية والشخصية المصرية بما يتناسب مع متطلبات العصر والإنسانية.

كلمات كانت بمثابة كشف للداء والدواء، كلمات عبرت عن إرادة سياسية حقيقية للتغيير للأفضل. وتحسين كافة الخدمات المقدمة لمصر وللمصريين. كلمات كانت بمثابة دق ناقوس العمل للجميع، كلِ في تخصصه للعمل وتقديم رؤية وأهداف وأدوات تنفيذية حقيقية للبدء في تنفيذها والعمل تقييمها وتقويمها من أجل أن تكتمل الدائرة المنشودة والتي تبدأ بتخطيط وتنفيذ و تقييم ومتابعة وتحسين وهذا ما يشار إليه بالتطوير المستمر بحيث يشمل خطط تعزيزية وتحسينية متكاملة وشاملة في كافة التخصصات وفي مختلف القطاعات تنفذ وتدار بشكل متوازي ومتكامل.

وفي سياق موضوع الصحة النفسية، لعلي أذكر التجربة الفريدة لجامعة القاهرة. برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة. في تنفيذ استراتيجية جامعة الجيل الرابع والتي تختص بمكون تطوير العقل المصري. حيث حرصت الجامعة على إطلاق العديد من المعسكرات الطلابية لبناء القادة. بالإضافة إلى العديد من الأنشطة المتنوعة لمركز الدعم النفسي وإعادة بناء الذات حيث قام المركز بعدد من الفعاليات خاصة فيما يتعلق بمكون رفع الوعي الطلابي للخروج من أسلوب الفكر الطلابي المغلق إلى تطبيق الأساليب الإبداعية والإبتكار ية بين الطلاب، فمنذ أيام عقد الدكتور فكري العتر ورشة عمل لطلاب الجامعة عن التكلفة الاقتصادية للمرض النفسي كما عرض بعض الأساليب الممكنة للحفاظ على الصحة النفسية والتي تتضمن تحديد المشكلة  وضرورة المشاركة مع الآخرين ومن ثم اختيار العلاج المناسب.

ولعلي اختتم تلك الكلمات بعدد من الحروف قد تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية للمواطن وخاصة الشباب. والتي تتمحور حول ضرورة بناء الذات وثقل المهارات والمشاركة في نهضة الوطن. ودراسة الشخصية من خلال «اعرف نفسك». والحفاظ على الصحة العامة. بالإضافة إلى الحفاظ على أبعاد الشخصية الإنسانية وإدارة الوقت والتخطيط الجيد. ووضع أهداف منطقية واستغلال الموارد والمهارات المتاحة والعمل بروح الفريق. ونشر أسلوب الامتنان ونشر ثقافة الاحتفال لكافة الإنجازات وإن كانت بسيطة والبعد كل البعد عن جلد الذات.

فكانت تلك الكلمات كنبذة تعريفية لمن لا يعرف ما هو اليوم العالمي للصحة النفسية. كما اعتبر تلك الحروف كرسالة مجمعة للإنسان بضرورة الرجوع إلي الهوية الوطنية بكل ما تعنيه الكلمة. وبما تحويه من رسائل وأخيرا ليكن هدفنا هو نهضة وطننا. فنهضة الوطن تنعكس على نهضة الفرد ومن ثم يتحقق السلام النفسي وتنصلح الصحة النفسية.

عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com

 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى