نون والقلم

طارق تهامي يكتب: حزب الوفد وتحديات الدولة الوطنية

نستطيع الآن أن نقول، إن هناك جيلا جديدا، بدأ يخطو بأقدامه نحو قيادة العمل الشبابي بـ حزب الوفد.. نستطيع أن نزهو ونفخر بشبابنا، الذي يدرك – الآن – أن العمل الحزبي ليس ترفًا، ولكنه عمل وطني شاق، يحتاج لكل جهد، وقدرة، وإمكانية، وترابط، من كل مكونات العمل الحزبي، سواء كانت إدارة أو أفرادًا، وهي منظومة تبدأ من صاحب الرأي والفكر، مرورًا بعناصر التنفيذ، والمساهمين بالتمويل والتبرعات، وصولاً إلى أصحاب اتخاذ القرار.. وأصحاب اتخاذ القرار في حزب الوفد، هم رئيس الوفد، وأعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء الهيئة العليا.

أخبار ذات صلة

ما شاهدته في معسكر شباب الوفد بمدينة العين السخنة، الأسبوع الماضي، يؤكد أننا نسير في اتجاه صحيح، أو كما قال لي الصديق الكاتب الكبير محمود مسلم رئيس تحرير الوطن، رئيس لجنة الإعلام بـ مجلس الشيوخ «انتم كدة بتشتغلوا صح» فلا يمكن إقرار قيادات مستقبلية واعدة وشابة بدون تدريب وتأهيل».

وما قاله الصديق النائب الكاتب الكبير عمادالدين حسين «مساحات العمل الحزبي تحمي الأوطان لأننا في حاجة دائمة لحياة سياسية متعددة ومجتمع مدني قوى وكوادر مؤمنة بالمؤسسات التي تنتمى إليها».

إذًا.. هذا المعسكر التدريبي، الذي كان يحمل عنوان «مصر فوق الجميع»، كان بداية جديدة لإعادة بناء التنظيم الشبابي في حزب الوفد، بمفاهيم العمل الوطني، الموازي للعمل الحزبي، فقد قلت للشباب بوضوح في اللقاء التنظيمي الأول، بصفتي أحد أفراد لجنة الإشراف على المعسكر، إننا نعمل في حزب الوفد، لخدمة وطن كبير اسمه «مصر»، فالعمل الحزبي غرضه في الأساس خدمة البلاد والعباد، بما يتوازى مع مفهوم «الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية الحديثة» وهي الدولة التي لا يمكن أن تتفق في أي خط من خطوط تماسها، ولا يمكن أن تتوافق في أي مرحلة من مراحل بنائها، مع من يدعون إلى وجود الدولة الدينية، أو من يسعون إلى مهادنة دعاة هذه الدولة الدينية ولو بالرأي أو بالفكر، لأننا رأينا – جميعًا – مرأى العين ما فعلته فينا هذه الدعوة، وهذا الرأي، وذلك الفكر، الذي تم زجه مغموسًا بمشاعر دينية تارة، وغارقًا في المال تارة أخرى.

ولا يمكن أن نعود أدراجنا إلى مرحلة السكوت على هذه الدعوة، بزعم أنها حرية الفكر، لأنها في الواقع حرية تدمير البلاد والعباد باسم الدين، الذي نعرفه جيدًا، لأننا نعرف الله دون غرض، ونعبده دون هدف سياسي، ونحقق تعاليمه دون هوى، فهو الخالق الرحمن الرحيم الذي أمرنا بتعمير الأرض ولم يأمرنا بقتل الخلق دون ذنب أو سبب.

الإعلامى الكبير والصديق المثقف، الكاتب الكبير حمدى رزق، قال لشباب الوفد كلامًا مهمًا، يتوافق مع توجه المحاضرات، التي كان عنوانها الرئيسي «تحديات الدولة الوطنية» والتي أرادت أن تكشف خطورة بعض التيارات التي تخترق المجتمع بدعوى حرية الرأي، فقال «الإخوان فصيل خبيث جدًا ويحتاج إلى مراقب وعى لمعرفة طريقة تفكيرهم خلال المرحلة القادمة لأنهم الآن محاصرون في أوروبا وليس لهم ملاذ آمن بعد خروجهم من تركيا».

وهو تنبيه خطير وجرس إنذار صوته عال من حمدى رزق. الذي مازال مهمومًا بعد كل هذه السنوات التي قضاها في دراسة هذا الملف. بخطورة هذه الجماعة ومن المكاسب الكبيرة لنا داخل الوفد، أن يستمع شبابنا مباشرة لواحد من أهم دراسي الملف وفاهميه.

وهو نفس ما حدث خلال محاضرة مهمة وخطيرة ألقاها الصديق العزيز والأخ الكبير الواعى الفاهم المثقف الكاتب الكبير حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، الذي كانت محاضرته وعاءً ثقافيًا متاحًا لشباب الوفد، لينهل منه من يريد، فحذرنا من خطورة الجماعات الدينية، وأشاد بالتحرك الحزبي للوفد نحو التدريب والتثقيف، ولم يترك المحاضرة إلا وقال ما كنا نريد سماعه منه عندما قال «مصطفى باشا النحاس سيظل علامة فارقة في تاريخ مصر فكان الملك فاروق صغير السن عندما تولى حكم مصر، وكان قريبًا من الشيخ المراغى شيخ الأزهر الذي نصحه بأن يكون الاحتفال بتنصيبه في مسجد محمد علي، وهو ما أزعج مصطفى النحاس زعيم الوفد ومكرم عبيد، اللذين صمما على أن يكون خطاب العرش في مجلس النواب وقد كان لمصطفى النحاس ما أراد».

هنا أعطى النمنم للشباب درسًا حول الصلابة في مواجهة من يريد الانحراف بالدولة الوطنية. من مسارها إلى إتجاه صبغها بالشكل الديني الذي قد يتحول إلى المضمون السياسي.

ما قاله أيضًا الصديق العزيز والإعلامي المرموق أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية كان لافتًا للانتباه، لأنه أخذنا في جولة حول العالم، ليكشف لنا تطورات الصراع بين القوى الكبرى، سواء كانت قوى كلاسيكية أو صاعدة ولكن أهم ما قاله – من وجهة نظري – أن «محاولات الإخوان الالتصاق بطالبان هو طرح خبيث لأن هناك حربا وصراعا بين الإخوان وحركة طالبان في أفغانستان منذ سنوات طويلة، ومحاولة الالتصاق بحركة طالبان الآن هدفه الإيحاء بأن الجماعة سوف تعود إلى مصر وكافة الدول التي طردت منها، وهذا غير صحيح لأن الإخوان وطالبان أعداء».

وكانت جولة المسلماني رائعة بدءًا من الوضع المصري الذي وصفه بأنه يواكب التطورات العالمية سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وصولاً إلى الصراع النووي ومرورًا بالصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، حتى إن أحد شباب الوفد بمحافظة الأقصر – عمرو عياد – وصف المسلماني بأنه مكتبة سياسية متنقلة.

ولأن المعسكر قرر ختام فعالياته يوم 6 أكتوبر، فقد كانت محاضرة العميد محمد عبدالقادر أحد أبطال حرب أكتوبر. الذي كان حاضرًا ليحكي للجيل الجديد ما كانت عليه البلاد وتفاصيل العبور. الذي جعلهم يجلسون الآن خلال المحاضرة في أحد الأماكن التي كانت تتعرض للقصف الجوي من العدو.

ولا يمكن أن نمر هنا دون الإشادة بالمحاضرة القيمة التي ألقاها الصديق إبراهيم ناجي الشهابي نائب محافظ الجيزة. التنفيذي الشاب، الذي اقتحم قرى ومدن المحافظة بكل شجاعة تنفيذًا لتوجيهات المحافظ الشغال اللواء أحمد راشد. وتحدث الشهابي عن الوفد الذي يكن له كل محبة، معتبرًا إياه الحزب الذي يصنع التوازن في الحياة السياسية المصرية.

أما الأصدقاء الدكتور محمد عادل والمهندس عمر آدم والدكتور هاني صبري فشهادتي فيهم مجروحة. لأنهم أصحاب بيت، وعلاقتهم المباشرة بالوفد تجعلني أكتفى بأن أقول لهم فقط «شكرًا». على الوقت والجهد الذي بذل خلال المعسكر لأنكم أضفتم للمعسكر علميًا وثقافيًا وننتظر منكم الكثير.

شكرًا لكل من ساهم في تكاليف المعسكر الأساتذة فؤاد بدراوي وخالد قنديل وحمدي قوطة. ورضا إدوارد وعبدالباسط الشرقاوي وسهام بشاي. شكرًا لجهود قادة الشباب وفي مقدمتهم الصديقان محمد فؤاد وجمال شحاتة.

شكرًا لراعى المعسكر.. المستشار بهاءالدين أبو شقة رئيس الوفد.. لأنه دائمًا يقتحم الصعاب لتحقيق الهدف.. وكان هدفه من هذا المعسكر أن يتلقى الشباب جرعة تدريبية وتثقيفية جيدة تساعد هذا الحزب العريق على أداء مهامه الوطنية. بواسطة جنود فاهمة وواعية لمتطلبات العمل الوطني خلال هذه المرحلة. ولأن الهدف وطني، فقد سارع المستشار بهاءالدين أبوشقة بالإعلان عن تنظيم مؤتمر للمرأة الوفدية. يوم 23 أكتوبر الجارى لتلقى نفس الجرعة التدريبية.

الوفد يجهز جنوده لخدمة الدولة الوطنية.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button