نون والقلم

سلطان حميد الجسمي يكتب: الإمارات تنتصر

بينما كان يحتفل العالم بقدوم عام 2020، كان فيروس كورونا (كوفيد 19) يتوغل بين مختلف الدول، وينتقل من إنسان إلى آخر في صمت قاتل، إلا أن انتشاره تزايد بعد أيام قليلة من اكتشافه، فانتقل كالنار في الهشيم، وتسبب في إغلاق الدول؛ بل وإغلاق القارات، فلا طائرات في الجو ولا سفن في البحر ولا إنسان يتحرك بطمأنينة في هذا الكوكب.

إغلاق استمر لشهور، وترك خلفه الملايين من الضحايا ما بين ضحايا ومرضى. وقد تبدل نظام الكوكب، فالعالم تغير في سنتين فقط، وأصبح مختلفاً كثيراً في أنماطه وعاداته، وحتى إنه غيّر موازين الدول وعلاقاتها مع بعضها، وشكل فرقاً كبيراً في مجالات عدة، وأهمها الصحة والاقتصاد.

فالدول التي أنهكتها الجائحة ومنها دول متقدمة أصبحت تستعين بمساعدات من الدول الصديقة، وسجل التاريخ خلافات ما بين الحلفاء في الاتحاد الأوروبي حول المساعدات وسبل مواجهة الجائحة بسبب سوء الدعم والإمدادات الصحية والكمامات، وأدى ذلك إلى انهيار النظام الصحي في إيطاليا، وإلى يومنا هذا يعاني الإيطاليون جرّاء نظامهم الصحي.

واليوم توجد دول كبرى انتصرت على الوباء، وأصبحت أقوى من قبل بسبب إدارتها المتميزة للأزمة، لأنها أثبتت للعالم جدارتها في إيجاد حلول سريعة فيما يخص الأزمات والطوارئ.

ولدولة الإمارات العربية المتحدة قصة انتصار على جائحة «كورونا»، وقد أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خروجنا من الأزمة قائلاً: «خرجنا من أزمة كورونا بخير، وتعلمنا منها دروساً وتجارب عديدة، ونحمد الله على بداية عودة الحياة إلى طبيعتها في دولة الإمارات»، وهي قصة نجاح كتبت فصولها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي حرصت على متابعة كل الاستراتيجيات والخطط لمحاربة الجائحة.

وللانتصار عدة أسباب، ولعل أهمها يتمثل في اتحاد دولة الإمارات الذي مكن قطاع الصحة في الدولة وعلى مستوى الإمارات السبع من أن يكون على أتم الجاهزية تجاه الأزمات، فالاتحاد ووقوف المجتمع الإماراتي يداً بيد لمواجهة الجائحة كان أهم عوامل هذا الانتصار.

والاتحاد كان سبباً في الدعم الكبير الذي تشهده مستشفيات الدولة، وتمكينها لسنوات عدة. وجعلها مستشفيات متقدمة في كل شيء سواء من ناحية المعدات الطبية أو الأجهزة أو المباني الحديثة والتكنولوجيا. وأيضاً الأطباء والكادر الطبي الذي يتمتع بالكفاءة والقدرة على مواجهة كل التحديات. وهذا بفضل قوة الاتحاد التي تركها لنا المؤسسون رحمهم الله، وأكمل مسيرة الاتحاد أصحاب السموّ الشيوخ حفظهم الله ورعاهم.

إن دولة الإمارات ومن خلال منظومة إدارة الأزمات والكوارث التي عملت يداً بيد مع الجهات الأخرى للتصدي ومحاربة الجائحة أثبتت جدارتها، وقد قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: إن «دولتنا قدمت للعالم نموذجاً فريداً في التعامل بحكمة وكفاءة عالية مع التحديات الصعبة لتفادي الأسوأ واكتشاف الفرص.. وتميز التجربة الإماراتية في مكافحة جائحة كوفيد-19 ثمرة عمل جماعي وتعاون نموذجي جمع مختلف فرق العمل على مستوى الدولة». وثمار الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة الوطنية للأزمات والكوارث مع القطاعات الأخرى تمثل في الانتصار الحقيقي على الجائحة. ونقل دولة الإمارات إلى بر الأمان. والاستفادة من هذه التجربة التي فتحت آفاقاً كبيرة في مواجهة تحديات وصعوبات قد تواجهنا في المستقبل.

وقد عمل القطاع الصحي وجنوده في الخط الأمامي، والجيش الأبيض الإماراتي. بكل قوته من الأطباء والكادر الطبي والعاملين في القطاع الطبي منذ انتشار الفيروس وإلى يومنا هذا بكل جدارة وقوة. ووفق استراتيجية دقيقة وخطط مدروسة بما يتناسب مع خطورة الوباء. لكي ينقذوا أرواح البشر في دولة الإمارات، وهذا الانتصار يرجع الفضل الكبير فيه لهم ولتضحياتهم الجليلة.

وأيضاً شارك في هذا الانتصار أفراد وزارة الداخلية والشرطة المحلية لكل إمارة. بمجهود كبير يستحقون من خلاله جدارة الانتصار على الجائحة. وأيضاً بفضل المتطوعين الذين قضوا ساعات وأياماً وشهوراً طويلة لتقديم الدعم والمساعدة للمجتمع. وكذلك باقي المؤسسات الحكومية أو الخاصة وغيرهم ممن أسهموا في هذا الانتصار الحقيقي.

sultan.aljasmi@hotmail.com

نقلا عن صحيفة الخليج

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى