الشجن يكاد يكون القاسم المشترك في معظم الأفلام العربية المشاركة في مهرجان الجونة؛ حيث تستعرض المشاعر الإنسانية التي يعيشها الأبطال مع مصاعب الحياة اليومية؛ وما يحدث في مخيمات اللاجئين؛ وداخل السجون وقصص الحب البسيطة التي تتحكم فيها الهوية العربية.
هناك فيلم تالاهاسي من لبنان إخراج دارين حطيط؛ حيث تعود ميرا إلى منزل والدتها في بروكلين لحضور عيد ميلاد جدتها، في يوم إطلاق سراحها من منشأة للطب النفسي، لتكتشف أن شقيقتها أخبرت العائلة أنها كانت في رحلة إلى فلوريدا.
تالاهاسي هو تصوير لعودة امرأة شابة إلى العالم مجددًا، وتأمل في كيفية مواجهة الحياة بعد الحزن.
في سياق الشتات، يقدم تالاهاسي لمحة عن صراعات المرض العقلي، وهي قضية غالبًا ما يتم إسكاتها وتنميطها مرضيًا في الثقافة العربية.
وهناك فيلم سقالة من تونس إخراج بلال بالي؛ ويتناول الفيلم حياة فتاة شابة تعمل في حانة. ذات مساء، تصل متأخرة إلى عملها، حيث لا تستطيع الفرار من غضب مديرها وتهديده لها بالفصل، أو تحرش زميلتها المثلية بها. عندما تعود إلى منزلها، تواجه المأساة وجهًا لوجه.
أما فيلم عرنوس فمن إخراج سامر البطيخي؛ ويدور خلال يوم عادي في ساحة تسوق في عمان، يستعد سامي الطفل الساذج المدلل (15 عامًا)، مع محمود بائع الذرة المحتال الذكي (15 عامًا) لتنفيذ خطة سرقة هدية غير متوقعة، يثير بها إعجاب حبيبته، لكنهما لا يدركان حقيقة التقلبات والمنعطفات التي قد تعترض طريقهما.
أما ليل من إخراج أحمد صالح حيث يسرق غبار الحرب النوم من الأعين. يجلب لَيل السلام والنوم لكل سكان المدينة المُحطمة، لكن أعين والدة الطفل المفقود تبقى مفتوحة، فيحاول لَيل خداعها لتنام، وبهذا ينقذ روحها القلقة.
عُرض الفيلم عالميًا للمرة الأولى في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة «نمور الغد» في مهرجان لوكارنو السينمائي 2021.
أما نور شمس من المملكة العربية السعودية إخراج فايزة أمبه عن شمس أم وحيدة تعمل سائقة أوبر في مدينة جدة بالسعودية تشغف بشيئين: ولدها الوحيد ماكي وحلواها الإفريقية. تصارع شمس لإقناع ماكي ليتبع الطريقة التقليدية في الزواج وأن يهتم بحلواها.
على أرض الواقع، يتكشف شغف الابن عندما يقرر الالتحاق بمسابقة لغناء الهيب هوب، التي يمكن أن تؤدي إلى سفره إلى فرنسا وانفصاله الأول عن أمه. تُجبر شمس أن تختار بين فقدانها لابنها أو إيجادها لذاتها. شارك الفيلم في مهرجان بالم سبرينجز الدولي للأفلام القصيرة 2021.
وفيلم السجناء الزرق إخراج زينة دكاش حيث ينجز سجناء سجن رومية اللبناني عملًا مسرحيًا عن زملائهم الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والمودعين تحت بند «مجنون وممسوس» بموجب قانون العقوبات، والمنسيين خلف القضبان مدى الحياة.
شارك «السجناء الزرق» كمشروع في ورشة فاينال كت في فينيسيا عام 2020، وفاز فيها بجائزة مهرجان الجونة السينمائي ودعوة للمشاركة في الدورة الرابعة لمنصة الجونة السينمائية.
وفيلم كوستا برافا من إخراج مونيا عقل حيث تهرب أسرة بدري من التلوث السام في بيروت، بالذهاب إلى منزل جبلي مستدام ذاتيا بنته الأسرة ذات الروح الحرة. لكن، وبشكل غير متوقع، يبنى مكب نفايات جديد خارج سور منزلهم، مما يتسبب في جلب قمامة وفساد بلد بأكمله إلى عتبة منزلهم. تتراكم أكوام القمامة، ويتصاعد الصراع بين الرحيل والمقاومة، الأمر الذي يهدد وحدة الأسرة ومنزلها المثالي.
عُرض الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان فينيسيا السينمائي 2021.
وهناك فيلم «علي صوتك» إخراج نبيل عيوش حيث يعمل الرابر السابق أنس في مركز ثقافي يقع في حي شعبي في الدار البيضاء، ويقوم بتشجيع طلابه لتتبع شغفهم والتعبير عن أنفسهم بحرية دون قيد من خلال فن الهيب هوب.
عُرض الفيلم عالميًا للمرة الأولى في المسابقة الرسمية لـ مهرجان كان السينمائي 2021.
أما فيلم البحر أمامكم من إخراج إيلي داغر حيث تعود شابة لبنانية من فرنسا، إلى بيت أهلها في بيروت، التي فرت منها بعد عدة تجارب سيئة مرت بها. الإحساس المتزايد بالحصار داخلها، يدفعها للعودة إلى الجزء الآخر من حياة بيروت التي تخلت عنها في الماضي وهجرتها.
فاز الفيلم بجائزة أفضل مشروع في مرحلة التطوير في الدورة الثالثة لمنصة الجونة السينمائية.
يتضمن قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة فيلم هادي الباجوري «قمر 14». تدور أحداث الفيلم في ليلة قمرية واحدة. حول 5 قصص حب تكشف عن أفكار ومعتقدات المجتمع التي تقتل الحب.
الفيلم من بطولة خالد النبوي وشيرين رضا وغادة عادل وأحمد الفيشاوي وياسمين رئيس وأحمد مالك وأحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد ومي الغيطي وخالد أنور.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة الفيلم المصري «القاهرة – برلين» من إخراج أحمد عبد السلام .
وهناك أيضا فيلم خديجة إخراج مراد مصطفى؛ ويتناول قصة خديجة أم شابة تعيش بمفردها مع طفلها، بعد أن غادر زوجها للعمل في مدينة نائية. في يوم عادي، تتجول في شوارع القاهرة للقيام ببعض الزيارات، التي تُشعرها بعدم الارتياح.
وفيلم العودة من مصر إخراج للمخرجة سارة الشاذلي عن والد سارة عمره يقارب الـ80 عامًا وحيوي للغاية. عندما تتغير خطط سارة بسبب الجائحة العالمية، تجد نفسها عالقة في المنزل. الذي قضت به سنوات طفولتها مع والديها بعد العيش خارجًا لمدة 10 سنوات.
تقضي سارة الوقت معهما بسبب أوضاع الحظر والإغلاق، وتشعر بتوجب تسجيل لحظاتها الثمينة مع والدها في فيلم. للمرة الأولى، تشعر سارة بأن قرار عودتها إلى مصر كان صحيحًا.
أما كباتن الزعتري فيشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة للمصري.
علي العربي يحكي الفيلم الوثائقي الفائز بجوائز منصة الجونة السينمائية، قصة محمود وفوزي. اللذين يعيشان في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن منذ خمس سنوات. على الرغم من ظروفهما الصعبة. فإنهما يركزان كل طاقتهما على حبهما الأول: كرة القدم. عندما تصل أكاديمية أسباير إلى المخيم لاختيار لاعبين لبطولة دولية، يحصل الصديقان على فرصة حياتهما.
ويجئ فيلم أميرة ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من إخراج محمد دياب. يقوم ببطولته كل من صبا مبارك وعلي سليمان وتارا عبود. وتدور أحداثه حول أميرة المراهقة المفعمة بالحياة. التي كبرت معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا بواسطة تهريب السائل المنوي لأبيها السجين. يتزعزع حسها بالهوية عندما يحاول والدها تكرار تجربة الإنجاب، فتُظهر التحاليل المعملية عقمه.
عُرض الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان فينيسيا السينمائي 2021.
وهناك فيلم ريش إخراج عمر الزهيري الفائز بالجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد وجائزة الفيبريسي في مهرجان كان 2021. ويدور حول قصة سامي، الأب المصري المتسلط. الذي يتحول إلى دجاجة بواسطة حيلة ساحر في عيد ميلاد ابنه الصغير. يقلب التحول الغامض حال الأسرة رأسًا على عقب. ويجعلها تدخل في مغامرة مضحكة مأساوية من اكتشاف الذات لتستطيع البقاء دون قائدها البطريركي.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا