سأدخل في الموضوع مباشرة، وسأدوس على الشوك، لا يهم، فالحديث عندما يكون حول المنتخب الذي يحمل اسم الوطن. ويمثل كل من ينتمي لهذه الأرض، يحتاج إلى بعض الجرأة، مع تحمل العواقب، فالرياضة أرضها وعرة.
وسأبدأ من النهاية، فالبداية أصبحت في طي النسيان، بينما مباراة منتخبنا مع المنتخب الإيراني قبل ثلاثة أيام هي المحطة، التي وصلنا إليها في رحلتنا مع الأمل بالصعود إلى نهائيات كأس العالم، وتصفيات آسيا، فقد خسرنا المباراة، وقد كان بإمكاننا أن نفوز، وقبلها لعبنا مع لبنان وسوريا وخرجنا بالتعادل.
وقد كان بإمكاننا أن نفوز، وهذا ليس تقييمي، بل مجريات المباريات الثلاث كانت تقول ذلك، ولكن إهدار الفرص جعلنا ننظر إلى ما جمعناه، فلا نجد غير نقطتين، وضياع سبع نقاط، وأمامنا مباراة مع العراق، وأخرى مع كوريا المتصدر للمجموعة، وبعدها تنتهي المرحلة الأولى.
كثيرون حملوا السياط، وجلدوا من يستحق، ومن لا يستحق بكلامهم الانفعالي. لم يتركوا أحداً، ابتداء من اللاعبين والمدرب، وانتهاء باتحاد الكرة. ومع كل التقدير لهؤلاء الذين نعرف جيداً أنهم ينطلقون من تأثير حسهم الوطني. حتى وإن قسوا، فهم محبطون، يشعرون بأنهم يملكون أدوات الفوز والتصدر. ولكن النتائج تؤشر نحو العكس، ويتساءلون. ومن حقهم أن يتساءلوا، إنه حق مشروع لا يؤاخذهم عليه أحد. فالمنتخب الوطني يمثلهم جميعاً، وهم ليسوا أحد عشر لاعباً داخل الملعب. إنهم منظومة متكاملة الأركان، كل ركن مسؤول عن جانب من الجوانب، ومتى تجمعت شكلت قوة وحققت طموحات مرجوة، أما إذا تفرقت أو ضعف ركن، وعجز عن أداء المطلوب منه كانت الخسارة، وكانت خيبة الأمل.
هناك أسباب لهذه النتائج، كان يفترض أن تزال بعد المباراة الأولى مع لبنان، والإعلان عنها لتداركها، ولم يحدث ذلك، صمت الجميع، وقالوا «خيرها في غيرها»، ولم يأت الخير في المباراة الثانية، ولم نسمع شيئاً، فالصمت مطبق، والكل يمني النفس بالقادم، ولا يلامس الحقيقة أحد، وكأن اتفاقاً قد عُقد على عدم الحديث أو الإفصاح عن أسباب ما يحدث، حتى جاءت صدمة مباراة إيران.
وللحديث بقية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا