نون والقلم

د. إيمان علاء الدين تكتب: رسائل الرئيس في ذكري انتصار السادس من أكتوبر

تمر علينا هذه الأيام بالذكري الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر العظيم، ذكري سنظل نتدارسها ونعلمها لأبنائنا وأحفادنا، ذكرى سنظل نحكي ونتحاكي بها أبدا ما حيينا، ذكري ستظل نبراسا تضيئ لنا طريق العمل والجد، ذكري ستظل تنير لنا طريق المجد والعزة .

فيأتي من كل عام، يوم السادس من أكتوبر، ليس فقط ليذكرنا لإننا لن ولم ننسى، ما بذلته قواتنا المسلحة من تضحيات دفاعا عن كل حبة تراب لهذا الوطن العظيم، وإنما ليكون حلقات دراسية وندوات تثقيفية من أجل دراسة ذلك النمط المتميز والتعلم من تلك الأسطورة المصرية دروسا ليست بهينة، ففي تلك الذكري امتزجت من خلالها الدموع مع النشوة، فنشوة الانتصار والعزة امتزجت بدموع فرحة استرداد تراب الوطن.

ذكري امتزجت من خلالها التضحية والامتنان، فالامتنان لقواتنا المسلحة الباسلة التي أعادت إلى الأمة كلها الثقة بنفسها والتضحية ما قام به الأبطال لاستعادة أرضنا الحبيبة، ذكرى امتزجت من خلالها التخطيط والإنجاز فالتخطيط والحنكة والإدارة كانت بمثابة سر النجاح وسر الإنجاز لعمل عسكري متميز ومنقطع النظير. ذكرى امتزجت من خلالها حب الوطن وبذل الغالي والنفيس، فحب الوطن في نفوس أبنائه تجلى من خلال استعدادهم الدائم لبذل الغالي دفاعا عن تراب هذا الوطن العظيم.

وكما كانت السادس من أكتوبر عام 1973 بمثابة عبور ونقطة تحول في تاريخ مصر الحديث ليعكس قدرة المصريون جميعا والقوات المسلحة بصفة خاصة في استعادة حقوقهم وتمسكه بسيادة الوطن، فكانت ولازالت مصر تصنع عبور جديد بسواعد أبنائها وفكر وتخطيط قادتها، فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية شهدت مصر نقطة تحول في التاريخ المعاصر بدءا من مرحلة التخطيط والإعداد ومرورا بمرحلة التنفيذ والتقييم والتقويم وانتهاء بمرحلة التعزيز والتحسين، فحجم المشروعات القومية وجودتها خير برهان على حرص الدولة المصرية على المضي قدما نحو تقديم خدمة متميزة للمصريين في مختلف القطاعات وعلى كافة المستويات.

ولعلي استوقفتني كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال الندوة التثقيفية، اليوم، حين قال سيادته «نحتفل اليوم معاً، بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد يوم العزة والكرامة يوم النصر الذى سيظل خالدا فى تاريخ أمتنا.. يوم البطولات والأمجاد، التي صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الزكية فى ملحمة عسكرية أبهرت العالم.. ودونت سطورها بأحرف من نور.. امتد شعاعه للإنسانية جمعاء ليعكس قوة وإرادة المصريين، في استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته».

فما أجمل البطولات حين يصنعها الرجال ويتدارسها الجميع وما أشمل أن يمتد شعاع النور ليصل الإنسانية جمعاء وما أجمل أن يستمر المصريون في إلهام العالم وما أفضل أن يسطر المصريون بحروف من ذهب ملحمة نحكي ونتحاكي بها.

واستكمل الرئيس كلمته قائلا «ستبقى حرب أكتوبر، نقطة تحول في تاريخنا المعاصر ورمزا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها» كما بعث الرئيس بتحية تقدير وإعزاز.. لكل رجال وقادة ورموز العسكرية المصرية في ذكرى النصر.. لشجاعتهم وتضحياتهم وتحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداء للوطن.. وجادوا بأرواحهم تحت رايته، كما وجه الرئيس التحية للشعب المصري، الذي كان لصموده ووعيه ولمساندته لقواته المسلحة في أصعب وأدق الأوقات ووصفه بالعامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد بالإضافة إلى توجيه الرئيس تحية لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» صاحب قرار العبور، وقائد النصر العظيم.

فلاشك  أن التلاحم بين الجيش والشعب بالإضافة إلى وعى الشعب المصري يعد من العناصر الأساسية  التي ساهمت في صون مقدرات الدولة المصرية بل والمضي قدما نحو ازدهار حضارتها العريقة على مر التاريخ.

وأكد السيد الرئيس على أن «مصر التي حاربت واستردت أرضها.. هي مصر ذاتها التي تسعى دائما لتحقيق السلام فلم تسع مصر يوما لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين ولكن تسعى دائما لمد يد التعاون.. كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية».

وأشار السيد الرئيس إلى رسائل ودروس مهمة يلزم أن تكون نصب أعيينا حيث قال سيادته «تمر الأيام وتتعاقب السنوات، وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات فالحروب التقليدية التى اعتدنا خوض غمارها فى الماضى.. تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تســتهدف تدميــــر الأوطـــان مــــن داخـلهـــــا.. وقضية مصر الأولى الآن، هى  قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركة.. بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا.. باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحملها».

فما أشمل أن يصف الرئيس الداء والدواء وما أعظم أن يعطي القائد دروسا للقاصي والداني وما أجمل أن ترتكز القضية الأولى في مصر على الوعي، فالمراهنة على وعى المصريين كانت وستظل في محلها، فالمصري كما أذهل العالم في السادس من أكتوبر، اذهله في ثورة يونية المجيدة، وأذهله في التفافه حول قائدة لبناء عصر الجمهورية الجديدة.

واستكمل الرئيس كلماته قائلا «لعلنى أستحضر في هذه المناسبة الغالية أهمية وقيمة الدروس الملهمة.. التي علمنا إياها نصر أكتوبر الذي لم يكن نصرا عسكريا فحسب بل نموذجا فريدا.. من التكاتف والوعى الشعبي بـــــــين المصـــــــــريين، بكافــــــــــــة أطيافهــــــــــــم وملحمة متكاملة، لأمة حشدت قوتها الشاملة.. لتغيير واقع مرير ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح.. من المنهج العلمي في الإعداد والتخطيط ومن دراسة نتائج تجارب الماضي ومن العمل والكفاح، ليل نهار، لبلوغ الهدف وتحقيق النصر، ودائما ما يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى ولنتذكر جميعا، حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر.. قصة نجاح عظيمة».

قصة نجاح عظيمة جسدت اسمي معاني الإنسانية. قصة نجاح عظيمة سطرت مجدا للعزيمة المصرية، قصة نجاح عظيمة مضت ومازالت تمضي بخطي متميزة في طريق التنمية والازدهار، قصة نجاح عظيمة كتبت ومازالت تكتب تاريخ مجيد وحضارة عظيمة، قصة نجاح عظيمة أظهرت مدى الانتماء والاخلاص والحب لهذا الوطن العظيم خاصة من أبنائه في كل بقاع الأرض.

كما استكمل الرئيس السيسي كلمته «فعلى مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقا شاقا.. من أجل بناء دولتنا الحديثة.. وصولا إلى الجمهورية الجديدة وبدأنا فى تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز.. وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عمل جمعى متكامل ومتناغم.. بين كافة أجهزة الدولة واستنادا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية، وصــولا إلى أهــداف «رؤية مصر 2030».

فقد طالت جهود البناء والتنمية.. جميع مناحى الحياة في مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد، هو تعظيم قدرة الدولة في كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الانسان سعيا لحاضر ومستقبل أفضل لمصر وللمصريين وأشير هنا إلى المشروع الوطنى غير المسبوق لتنمية الريف المصرى حياة كريمة والذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر الذين يعيشون فى أكثر من أربعة آلاف قرية بتكلفة مبدئية حوالى (700) مليار جنيه. فالبعمل والاخلاص تبني الأمم.. وبالعمل والاجتهاد نعبر التحدي. وبالعمل والانتماء نرتكز على النجاح. وبالعمل والوعي نمضي في طريق بناء الجمهورية الجديدة.

وأخيرا فستبقى التضحيات والبطولات التى قدمها المصريون خلال انتصار أكتوبر العظيم، خالدة فى وجداننا وستظل طريقا نهتدي به جميعا لإعلاء شأن الوطن وصون مقدراته، وسنظل على العهد في البناء والتضحية والاخلاص من أجل عصر الجمهورية الجديدة.

عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى