نون والقلم

فريهان رؤوف تكتب: فات أوان الفرص

يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة  لكن تجاهلوا أن وراء كل امرأة حزينة رجل، أمام كل امرأة مجروحة رجل، أي كان هذا الرجل حبيب، زوج، خطيب.

أخبار ذات صلة

لذلك لا تفكري في جعله هو عظيم، اكسري قاعدة وراء كل رجل عظيم امرأة ولتكن وراء كل امرأة  عظيمة، كبريائها وثقتها بنفسها.

لن أنكر أننا نحتاج للحب والحنان والكلمة الطيبة و صدر حنون يرحب بكل همومنا بطيبة خاطر، مع إبتسامة لطيفة فيها ما يحمل من الحب.

لكن للأسف  كل هذا لم يعد موجود

هل سنركض وراء السراب و الأوهام ؟؟؟؟

و نستسلم لأفكار مثالية صنعتها أفكارنا أبعد ما تكون الحقيقة .

أعلم  أنك تحتاجين للحب مثل كل امرأة  في الحياة.

لكن هل الحب يكون مع الإنسان الخطأ ؟؟؟

هل الحب يستحقه أي كان ؟؟؟

هل اهتمامك ووقتك يستحقه أي كان ؟؟؟

المرأة لن ينفعها الحب اليوم لأنه سراب ونحن صرنا نعيش في عصر غريب.

لذلك يجب أن تحبي نفسك أنتي مثلما أنت، أنتي لست بحاجة لأي كان. لستي بحاجة لمشاعر قد تسبب لكي جروح لا تنتهي مع الزمن، لستي بحاجة لمن يبكيك، لستي بحاجة لمن يخونك مع الكثيرات، لستي بحاجة لشخص مزيف ومنافق. لستي بحاجة للخطابات السياسية، لستي بحاجة للأكاذيب قد تطربك بعض الوقت لكنك ستكرهين و تلعنين كل كلمة من حروفها.

أنتي بحاجة لنفسك، لشهادتك، لمستواكي الثقافي، لنفوذك، لمكانتك الاجتماعية، أنتي بحاجة لمزاجك المعتدل وليس المعكر، أنتي بحاجة لعقل يركز على أهداف لا متناهية و يسعى إلى  تحقيقها على أرض الواقع الواحدة تلو الأخرى، أنتي بحاجة لكبرياء و شموخ و تجاهل، نعم تجاهلي حتى من أحبه قلبك عندما لا يستحقك، لا تسمحي لأي  كان بأن يجرحك، دافعي على كبريائك بكل شجاعة ولا تهابي أحد مهما كان .

فالرجل ينهزم أمام المرأة القوية التي تواجهه ولا يزلزل وجوده حياتها .

ربما سيخبرني البعض أنني أكتب المستحيل وأن مع الحب لا يوجد شموخ وأن  الحب يضعف الإنسان إلى أقصى حد وربما أنني لا أشعر أو لم أحب لكي أفهم هذا الشعور .

و هل يوجد في الدنيا شخص لم ينكسر ولم يتعرض للخيانة وبأبشع الطرق؟؟؟

كم مرة بكيت و احترق قلبي، و كان ينزف من الوجع وتعالت صرخاته بين ضلوعه لكنني كنت أمسح هذه الدموع، أخفيها وراء إبتسامة وألبس ثوب المرأة الحديدية والقوية، كم مرة حاربت هذه الدنيا مع وجع متزايد، كم مرة صرخت بعكس الذي في داخلي، كم مرة تصرفت بعصبية وقلت عكس ما أشعر به وأنا قلبي يحترق ويعتصر من الألم .

لكن اقتنعت في النهاية أنه لا يوجد أحد يستحق أن نبكي من أجله. و لا توجد في الحياة كلمة فرصة، يوجد فقط كلمة فات الأوان. لمن الفرصة ؟؟؟ لمن لم يستغل الفرصة الأولى.

أكررها من كذب لا يستحق فرصة، من خان لا يستحق فرصة، أكررها حتى لنفسي يجب أن نحذف كلمة الفرصة والغفران من قاموسنا .

لماذا تغفر لمن طعنك ؟؟؟

لماذا تغفر لمن لا يستحقك ؟؟؟

هذا ما أقوله حتى لنفسي وأكررها وراء كل امرأة عظيمة إيمانها بالله ومن ثم نفسها وتحصيلها الثقافي. وسلاحها الأقوى الكبرياء والتحدي والتجاهل الحذف من كل شيء من صفحات الحياة. من وسائل التواصل الاجتماعي و من قائمة الأصدقاء وحتى من دفتر المذكرات. نستحق للحذف والإلغاء لكل من لا يستحق حتى مجرد الإهتمام واللطف وحتى الكلمة الطيبة و لا حتى الشعور بالفقدان.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى