شاهد الحدث فانبهر، ولأنه انبهر أراد أن يتحفنا بعاداته السيئة، فهو من أولئك الذين لا تطيب لهم الأمور إذا لم يفرغوا قليلاً من سمهم على كل مكان يمرون به، يحبون أن يخلفوا وراءهم شيئاً من قذارة القول ودناءة القصد، ليس لأنهم رأو عيباً، بل لأنهم هواة اصطناع العيوب وإن كانت غير موجودة.
صاحبنا «البروفلسفور» كان ينقصه التحدث عن ملابس المشاركين في احتفال يخاطب العالم كله، فهذا حدث غير محلي وإن كان مكانه بلادنا ومدينتنا المميزة بالسمو فوق التوقعات، وقد فعل ما فعلته وكالة أنباء أجنبية عندما تركت 191 جناحاً لدول العالم قاطبة، ووقفت أمام جناح أفغانستان، الدولة المنكوبة، التي حكمت عليها ظروفها أن تتخلف عن المشاركة، لانشغالها بمآسيها، ولعدم وجود دولة حتى الآن تحكمها، بعد الأفعال التي قادتها دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، وأزمة الإخلاء والهاربين واللاجئين وحكم الميليشيات.
وتساءلت الوكالة العظيمة ذات التاريخ الطويل، إن كان عدم اكتمال الجناح الأفغاني وإغلاقه يرجع إلى أسباب سياسية!
وذلك الذي يلوث كل مشهد جميل فعل فعلة مشابهة، لم يتحدث عن الإبداع بكل تفاصيله. ولا أتحدث هنا عن حفل الافتتاح فقط، بل عن كل شيء، وخصوصاً المكان وفن تحريك المشاهد واللوحات المصاحبة. والأسماء التي شاركت وميزت ذلك الاحتفال، قمم فنية محلية وخليجية وعالمية. كذلك كان يوماً عالمياً، ومشاركة طفلة متألقة ولا تقل شهرة عن الكبار ميزة للحدث أيضاً.
أما جنسيتها فهي خارج المفهوم العام لـ إكسبو الذي يجمع البشرية تحت القبة الزرقاء المشعة نوراً، فقد كان العالم هناك، و«ميرا» رمز لهذا المفهوم، وليست عيباً، العيب في «رائحة التمييز» التي استخدمها في تغريدة كتبها حتى يخبرنا بأنه كان موجوداً، ولم ير الحدث إلا بعين واحدة ترى الصور مقلوبة!
النقد يكون فاعلاً عندما تكون النية سليمة. وما تحدث عنه «البروفلسفور» محاولة لتشويه صورة جميلة وحدث تاريخي أبهر الناس إيجاباً وأبهره سلباً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا