تألقت بلادنا، وقالت ما لم تقله الكلمات، وتحدثت بأجمل العبارات، عبر صورة تنطق دون صوت، فيسمع القاصي والداني، ويتمنى الكل لو أنه كان وسط الحدث، وسط «إكسبو» وحضنه الدافئ، دبي، التي إذا وعدت أوفت، وإذا عملت أبدعت، وإذا أعطت أجادت.
لا أكتب مجاملة، فالصورة أمامكم، أنتم تحكمون، وأنتم تقررون. فنحن نتحدث عن واقع بين أيدينا، وأمام أعيننا، فلا نمدح وهماً. ولا نشيد بشيء سيأتي لاحقاً، فلم نعتد على ذلك. لا نستخدم الأمنيات مبتدئة بحرف «السين» لسنا من هواة «سنفعل» و«سنقدم» و«سنكون». لأننا نفعل ونقدم، ونكون دوماً في المقدمة، وهذه نعمة من رب العالمين. وضعت في يد تعرف أين تضعها، وفي أي طريق تسير بها.
ما نكتبه مجرد انطباعات، فهذا حدث يستحق أن يتابع. لأنه يختصر أسلوباً، وليس فلسفة، ومتى كان الإنجاز ماثلاً أمامنا. كان كلامنا تحصيل حاصل، لأننا إذا أردنا أن نصف المكان. لن نكون أفضل من اللقطات التي بثت في الليلة الكبرى، ليلة الخميس، والافتتاح الرسمي.
وإذا تطرقنا عن الإبداع، فإن الإبداع يتحدث عن نفسه، وليس بحاجة لنا، وإذا فكرنا في مدح الذين يقفون خلف هذا الإنجاز، احتجنا إلى مساحة بأضعاف هذه المساحة، فهم كثر، أفراداً ومؤسسات، تجمعوا حول الأسماء التي عرفناها خلال متابعاتها وإشرافها، وسخرت الإمكانات، بمتابعة حثيثة وصارمة من الذين يطلبون التحدي، ويسعون إلى الأفضل دوماً.
فهذه نقلة عالمية، أحدثت فارقاً كبيراً بين مفهوم «إكسبو» قبل دبي وبعدها، وقد تسنى لنا في 2015، مشاهدة «إكسبو ميلانو»، وقد كان رائعاً ولافتاً للنظر في ذلك الوقت، أما اليوم، فليس هناك مجال للمقارنة، فالذي رأيناه خلال الأيام الثلاثة الماضية، يحمل لمسات سجلت منذ سنوات طويلة، باسم من يسعى إلى قمم لا يسعى إليها غيره، فهو صاحب المركز الأول في أي عمل يخرج إلى النور، من تحت عباءته.
هنيئاً للوطن، ولقادته، وصاحب الفكرة والإنجاز، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى عضديه حمدان ومكتوم، وكل من أشرف وأنجز وأبدع.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا