على نحو فريد تحظى المؤسسة العسكرية المصرية بالثقة والمصداقية والتقدير بين جموع المصريين.. ليس فقط لقدرتها على حماية سيادة الدولة بكل مكوناتها ومصالحها، وإنما أيضًا لعقيدتها الراسخة في حماية الأمن القومي المصري، وانحيازها للإرادة الشعبية كصيغة وطنية حاكمة لمسار الدولة المصرية عبر تاريخها الممتد.
فالدور التاريخي الفارق للمؤسسة العسكرية المصرية في السنوات الأخيرة شكل إدراكًا ووعيًا حقيقيًا، وعلى نحو ملهم في ترسيخ مفهوم – جيش الشعب – الذي بات فخر واعتزاز المصريين، بعد أن أدرك الجميع أن هذا الجيش وقف سدا منيعا أمام سقوط الدولة المصرية في فخ الفوضى والإرهاب، والتقسيم أثناء محاولة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد والمسمى بـ «الربيع العربي».
وبرغم سقوط عدد من الدول العربية وسقوط النظام في مصر، إلا أن المؤسسة العسكرية المصرية وقفت في غاية الصلابة تدافع وتحافظ على مصر، مقدرات الشعب المصري وأمنه القومي في مواجهة كل أعداء الوطن في الداخل والخارج.
وعندما أدرك الشعب المصري حجم التحديات والمخاطر التي تهدد الوطن وتدفعه إلى الهاوية. خرج الشعب المصري في الثلاثين من يونيو، معلنًا سقوط النظام الفاشى. ومستدعيًا مؤسسته العسكرية وملقيًا عليها مسئولية أداء واجباتها لتنفيذ الإرادة الشعبية الحرة. دون النظر إلى أية اعتبارات لا يمكن أن تضاهى حماية الوطن.
وكما تتقدم الاحتياجات العسكرية في أوقات الحروب، على ما عاداها من احتياجات اقتصادية أو اجتماعية.. فإن للثورات الشعبية حتمية إعادة ترتيب أولويات الدولة واستدعاء كافة مكونات قوتها في ترتيب يلبى نداء المسئولية الوطنية، ويعبر عن حقيقة إدراك المجتمع طبيعة ما يواجهه من مخاطر وتحديات، ومن ثم لا تملك المؤسسة العسكرية إلا الانخراط بقيمها ومبادئها في إعادة بناء الدولة.
ولأن الرئيس عبد الفتاح السيسي ابن هذه المؤسسة العظيمة التي تحكمها قيم وثوابت وطنية حاكمة، فقد أدرك منذ الوهلة الأولى لتحمل المسئولية، أن حجم التحديات والمشاكل المتراكمة والمتجذرة منذ سنوات طويلة يحتاج إلى عمل أسطوريى لا يقدر عليه إلا المؤسسة العسكرية، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بإعادة بناء دولة، ولذلك كان الاستدعاء لحفر قناة السويس الجديدة وأنفاق القناة وأعمال البنية الأساسية للطرق والكبارى ومئات المشروعات التي قامت بها الهيئة الهندسية وغيرها من هيئات القوات المسلحة، لنرى ملحمة وطنية في شتى جوانب المشروعات الخدمية والتنموية على أرض مصر.
وبالتأكيد ليس آخرها ما رأيناه منذ يومين للمشروعات التنموية التي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروعات التنمية في سيناء، وأهمها مشروع استصلاح خمسمائة ألف فدان الذي يحول سيناء إلى منطقة عامرة بالسكان والمشروعات الاقتصادية وأحد روافد التنمية الهامة، والأهم من كل هذا تأمينها ذاتيًا في مواجهة الإرهاب والطامعين.
إننا الآن ونحن نستقبل الذكرى الثامنة والأربعين لحرب أكتوبر. التي شكلت ملحمة عظيمة في تاريخ مصر والأمة العربية. باعتبارها لم تكن حربا عسكرية بين دولتين على قدر من التكافؤ. وإنما كانت حربا في مواجهة كل التحديات الاستراتيجية علميًا وتكنولوجيًا وطبيعيًا وسياسيًا. واعتمدت فيها مصر على المقاتل المصري الذي أبهر العالم بالفعل. وأكد أن المصريين لا يعرفون المستحيل. وأسس جيل أكتوبر العظيم لأجيال على نفس القدر من الفداء والعطاء والمسئولية. وليس أدل على ذلك من بطولاتهم فى مواجهة ودحر الإرهاب من جانب وإعادة البناء والتنمية على جانب آخر.. كل التحية لشهداء وأبطال مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا