بعض المسؤولين يختبئون خوفاً من تسليط الأضواء عليهم، معتقدين بأنهم إذا رسموا هالة وهمية حول أنفسهم. وتركوا أقسام الاستقبال والعلاقات العامة وبعض رؤساء الأقسام للتعامل مع المراجعين سيبعدون اللوم والعتب عنهم.
والبعض الآخر استغل التقنيات الحديثة، وفهم التوجه الرسمي نحو «الحكومة الذكية» على عكس المراد منه. وانقطع ومدراؤه عن أصحاب الحاجة، سواء مشتكين أو سائلين عن معاملاتهم التي قضت فترة طويلة «تحت الإجراء» كما يقول لهم «الكمبيوتر».!
أمثال هؤلاء لا يرون، ولا يسمعون، ولا يتعلمون، ولا ندري من أين جاؤوا بهذه الثقافة في إدارة المؤسسات، وخاصة الخدمية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصالح الناس واحتياجاتهم، وفهموا كل شيء بمفهوم خاطئ، رغم أن قادتهم يقدمون لهم كل يوم أمثلة حول العلاقة التي يجب أن تكون معتمدة بين المسؤول والمواطن، وآخر الأمثلة، موقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من «مؤسسة الإسكان»، وتتويج قرارات سموه بوضع تلك المؤسسة تحت إشرافه المباشر، وبمتابعة من حمدان بن محمد ومكتوم بن محمد، وهي خطوة تعلم من لا يريد أن يتعلم، وتوقظ ضمائر منحت إجازات مفتوحة، وتوصل العلم إلى من يسمع ليبلغه بدوره إلى من لا يسمع، فمن وضع احتياجات الناس في مقدمة اهتماماته ومسؤولياته لن يسمح لأحد بأن يهدر كل شيء بفهم يخالف طبيعة الارتباط الذي أسسته نظرة الحكم الرشيد في إدارة شؤون البلاد والعباد.
من مهام المسؤولية تسهيل أمور وشؤون الناس، ومن يتولى مؤسسة خدمية مطالب بأن يسعى إلى الناس. لا أن يسعى الناس إليه، ويستجدون لقاءه، ولا ينالون ذلك الشرف العظيم. رغم أن المؤسسة وجدت من أجلهم، وهم سبب وجود المنصب الذي يستمتع به صاحبه. ولا يؤدي عمله بالشكل الذي توقعته القيادة منه عندما سلمته الإدارة وحملته الأمانة.
.. وللحديث بقية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا