قرر الحجاج أبن يوسف الثقفي أن يغير منهج حياته وينتقل من شخصية «سي السيد» إلى «حسن ونعيمه». وكان قرارا تاريخيا يتخذه رب الأسرة (فهد) حيث له من اسمه نصيب في أطباعه الوحشية وشراسته الخالية من الرحمة والإنسانية. كما هي بريئة منه العاطفة إلى حد المساء حيث تتحدث عنه الغريزة في هذا الوقت فقط نحو الفريسة.
تعود الأحداث إلى زمن ليس ببعيد والفضل الأكبر إلى سمو الحجر الصحي بسبب الجائحة، زاد الصراع المنزلي تحت أثر الضغط النفسي والعراك المستمر لحالة الحبس الجبري وحمي الوطيس بين ( فهد ) وأهله والذي أدى بعد ذلك إلى انتقال زوجته إلى منزل ذويها في منطقة بعيدة نوعاً ما وحينها لم يكترث إلى هذا البعد لأنه كان في حالة «سي السيد».
بعد مضي زمن على وجوده وحيدا تسلل إلية إحساس الملل والضجر مما هو فيه حتى كاد أن يجن. حيرة وغيرة وأفكار مستطيره تعبث في أحوال « فهد ». ولكن لا جدوى من الصبر على ما هو فيه من التعاسة وعدم وجود أحد معه ليمارس السيادة والغطرسة وفرض السلطة والوصول إلى المآرب .
راح يبحث عن أحدٍ ما ليشكي نجواه له وسوء ما هو فيه بعد ما بائت محاولاته في إرجاع الزوجة ووضعها شروط لتغير أسلوب الحياة معه وبعد الكثير من المقاومة وبعدما توقفت الحركة الكونية في المنزل راجع نفسة وأتصل بي .
فهد: أستاذي حضرت لك محاضرة كنت تتحدث فيها عن إسفنجة التعامل مع الآخرين. ولم أستوعبها آن ذاك وأجد في نفسي ضرورة ملحه لمعرفتها. وأنا في ظروف تتحتم عليّ معرفتها ، سألته بعض الأسئلة ومن ثم قلت له :
ماذا تعرف عن الإسفنجة؟ قال: تمتص السوائل. قلت : وماذا بعد ؟ قال : لا أعرف، فوجهت له سؤال هو ماذا يصبح للإسفنجة بعد امتصاصها للسوائل؟ قال : يثقل وزنها ويكبر حجمها. قلت له: إذاً أنت تحتاج إلى هذه الإسفنجة لتتخلص مما أنت فيه الآن وفي المستقبل كذلك، كلما كانت الإسفنجة حاضرة في حياتك واستطعت أن تمتص ردود فعل الآخرين و «سيكلوجياً » وبشكل مباشر ستمنح الطرف الآخر إحساس بأنك الأعقل و الأكبر والأكثر سعة في الصدر وبالتالي تجد الطرف الآخر تراجع عن العناد والغضب ويتمنى أن ينحني لك إجلالاً لاستخدامك هذه النظرية فنصيحتي لك أنت تسارع بشراء هذه الإسفنجة وبناء صالون للحب فهذه الظروف لن تتكرر يا فهد..
دمتم سالمين
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا