رحل الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي ظل في سدة الحكم لمدة 20 عاما، وتشبت بمنصبه، ورفض مغادرته رغم مرضه، إلى أن أسقطه الحراك الشعبي الجزائري 2019.
اقرأ أيضا:
-
الجزائر تعلن تنكيس الأعلام حدادا على وفاة عبد العزيز بوتفليقة
-
نص استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
-
الجزائريون يجددون المطالبة برحيل رموز نظام بوتفليقة
وتوفي بوتفليقة، في الساعات الأولى من اليوم السبت، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بعد أكثر من عامين على تنحيه تحت ضغط الاحتجاجات الجماهيرية في الجزائر.
ويعتبر بوتفليقة الرئيس السابع للجزائر منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1962، وحكم لمدة 20 عاما قبل استقالته في أبريل/ نيسان 2019 بعد مظاهرات في الشوارع رفضت خطته للترشح لفترة خامسة.
قليل من فهم الخطاب يوم 16سبتمبر1999*إذا قتلت السبع تصفقوا عليا و ادإذا كلاني السبع تصفقوا على السبع*أنا مستعد أن استشهد في سبيل الله من أجل الجزائر بهذا المصاب الجلل أعزي كل الشعب الجزائري مهما كان و مهما ما يكون ذهبت الروح إلى بارئها🇩🇿 🤝🇩🇿 #عبد_العزيز#عبد_العزيز_بوتفليقه pic.twitter.com/Xm2kO0X14r
— جلال (@JohnWic52679721) September 17, 2021
عبد العزيز بوتفليقة في سطور
ولد عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من مارس/ آذار 1937 لأب وأم جزائريين، بمدينة وجدة المغربية في أسرة تتحدر من تلمسان في شمال غرب الجزائر، وليس لديه أطفال.
وفي عام 1956، تخلى عن الدراسة ليلتحق بجيش التحرير الوطني وهو في سن الـ19، وانخرط في القتال على العديد من الجبهات المشتعلة، وسرعان ما تبوأ مناصب رفيعة في قيادة ثورة التحرير الجزائرية.
وخلال عامي 1957و1958، خدم بوتفليقة في الولاية الخامسة التاريخية (منطقة وهران)، حيث عُين مراقب عام، وضابط في المنطقتين الرابعة والسابعة، كما التحق بهيئتي قيادة العمليات العسكرية وقيادة الأركان غربي البلاد، ثم بهيئة قيادة الأركان العامة، وكلف بمهام بعضها على الحدود الجزائرية مع مالي.
بعد استقلال الجزائر عام 1962، ترك بوتفليقة الجيش واتجه إلى السياسة، وانضم إلى حكومة أحمد بن بلة بحقيبة الشباب والرياضة والسياحة وهو في سن الـ25.
وبعد وفاة أول وزير خارجية للجزائر بعد الاستقلال محمد خميستي عام 1963، تولى بوتفليقة المنصب وأصبح أصغر وزير خارجية سنا في العالم، وكان يبلغ حينها 26 عاما، إلا أن بن بلة قرر إقالته من الخارجية في 18 يونيو/ حزيران 1965.
وفي اليوم التالي لذلك، نفذ وزير الدفاع آنذاك هواري بومدين انقلابا عسكريا، أصبح يعرف بـ«التصحيح الثوري». فيما كانت العلاقة القوية التي تربط بوتفليقة ببومدين منذ فترة «الثورة التحريرية» سببا في عودته إلى وزارة الخارجية مرة أخرى. ولكن بعد وفاة بومدين عام 1978، انقلبت الأمور على بوتفليقة.
مع بداية تولي الشاذلي بن جديد الحكم في الجزائر، سُحبت من بوتفليقة حقيبة الخارجية عام 1979. وعين وزيرا للدولة دون حقيبة، كما طرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1981. وطالبته الدولة بإخلاء الفيلا التي كان يسكنها في العاصمة، بعد اتهامه بالفساد المالي وملاحقته قضائيا.
كان مُفوّهاً ومتحدثاً، يُجيدُ السياسة وخبثها، يتأرجح بين التوازنات بخفة، يعرفُ الكثير بحكم عمله السياسي منذ شبابه، ولم يخطر له في بدايةِ حُكمه أن نهايته ستكون كما كانت… #عبد_العزيز_بوتفليقة حكايةٌ طويلة لو كَتَبَ فصولها لعرّفنا على الكثير من كواليس #الجزائر.#الجزائر 🇩🇿 pic.twitter.com/KGqEbOjGmm
— 🇩🇿 ﮼أحمدداود 🇩🇿 (@AhmadDaoud14) September 18, 2021
المنفى الاختياري
وفي 1983، أصدر مجلس المحاسبة حكما أدان به بوتفليقة باختلاس أموال عمومية تتجاوز قيمتها ستين مليون دينار جزائري آنذاك، وقضى بوتفليقة فترة منفاه الاختياري بين أوروبا والخليج، حتى عاد عام 1987 بضمانات من الرئيس بن جديد بعدم ملاحقته.
بوتفليقة رئيسا
وبعد نحو عقد من العنف والحرب الأهلية، يشار إليه في الجزائر باسم «العشرية السوداء». ترشح عبد العزيز بوتفليقة مستقلا للانتخابات الرئاسية بعد استقالة الرئيس اليامين زروال في عام 1999.
وعد بوتفليقة بإنهاء العنف الذي حصد قرابة 150 ألف شخص، وخلف خسائر بأكثر من 30 مليار دولار. وتصاعد بعد إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية عام 1991 التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية.
واعتمد بوتفليقة على شعبيته الكبيرة التي حظى بها من قبل الكثير من الجزائريين الذين ينسبون له الفضل في إنهاء أطول حرب أهلية بالبلاد، من خلال عرض العفو عن مقاتلين إسلاميين سابقين.
وبدعم من الجيش وحزب جبهة التحرير الوطني، فاز بوتفليقة بالرئاسة بنسبة 79 في المئة من أصوات الناخبين. أما الولاية الثانية، فقد فاز بها بوتفليقة أيضا في 2004. لكنه لم يكن مرشحا وحيدا بل واجه رئيس الحكومة السابق علي بن فليس.
وآنذاك، حصل بوتفليقة على 84.99 في المئة من أصوات الناخبين، بينما حصل بن فليس على 6.42 في المئة.
وفي عام 2008، اُقر تعديل دستوري ألغى حصر الرئاسة في ولايتين، ولقي انتقادات واسعة. وقال معارضوه إن التعديل كان مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة، وعلى تراجعه عن الإصلاح الديمقراطي.
وفي 9 أبريل/ نسان 2009 أعيد انتخابه للمرة الثالثة على التوالي بأغلبية ساحقة قدرت بنسبة 90.24%، كما فاز أيضا بعهدة رئاسية رابعة بالانتخابات الرئاسية في 17 أبريل/ نيسان 2014 بالأغلبية، حيث كشفت نتائج الانتخابات تفوقه بنسبة تصويت بلغت 81.53 بالمائة من ما نسبته 51.3 بالمئة من مجموع الناخبين المسجلين.
عندما نراجع صفحات التاريخ…دعونا نتذكر له هذه الحسنات!
رحم الله #عبد_العزيز_بوتفليقة #بوتفليقة (1/1)#الجزائر 🇩🇿 pic.twitter.com/M9ulPZX5Nb
— ﮼سامي ﮼قاسمي sami kasmi (@SamyKasmiSKY) September 18, 2021
حكم الجزائر من على كرسي متحرك
أصيب بوعكة صحية غير خطيرة في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 ونقل لمستشفى فرنسي. قبل أن يغادره في 31 ديسمبر 2005، ولازم كرسياً متحركاً وهو في آخر أعوام حكمه. ثم لازم فراش المرض بعد انسحابه من الحياة السياسية. بعد أكثر من نحو 60 عاماً قضاها في خدمة بلاده بين الثورة التحريرية (1954 – 1962) وأعوام الاستقلال (1962).
الحراك الشعبي وإجباره على الاستقالة
قابل الشعب الجزائري ترشحه لعهدة خامسة بالرفض بسبب حالته الصحية. وخرج في مظاهرات 22 فبراير/ شباط 2019. ليعلن بعدها بوتفليقة استقالته وذلك يوم 2 أبريل/ نيسان 2019.
تخلى الجيش الجزائري الذي يعتبر العمود الفقري للنظام في البلاد، عن بوتفليقة تحت ضغط الحراك الشعبي الذي رفض ترشحه لولاية خامسة بسبب مرضه الذي أقعده وأبعده عن مهامه، خاصة وأنه أصيب بجلطة في الدماغ ما أدى إلى شلله وجلوسه على كرسي متحرك.
نون – وكالات