الأمة كانت بحاجة للسنوات العشر الماضية، بأحداثها ووقائعها والفوضى التي خلفتها.
صحيح أنها كانت قاسية ومدمرة في بعض البلاد، وما زالت، إلا أنها كشفت الغطاء عن أقبح الوجوه. وأسود القلوب، الفئة التي عملت على سحبنا إلى عالم التشكيك والترهيب والخوف من كل شيء. وتركت تعيث فساداً في المجتمعات، وتهز أركانها. ضمن سياسة مدروسة ومنسقة، ومغلفة بالسرية والعنف الخفي.
حتى عام 2010، كانت المنظومة الإخوانية قد تضخمت وتمددت وتوحشت. ومع لحظة انفجار أحداث 2011، فَجَرت أذرع الإخوان في كل البلاد العربية تقريباً. واستثمرت «المسكنة» و«المظلومية» والمطاردات والتشرد وغياهب السجون. ورفعت الرايات الوطنية في الميادين، وقفزت إلى الحكم في بعض الدول، عبر صناديق الانتخاب تارة، وتارة أخرى عبر وسائل اغتصاب شرعتها لنفسها، في التهديد بحرق كل شيء، ووضعت يدها في يد طلاب السلطة من الأحزاب والقوى السياسية في مصر وتونس، وحتى القبائل ومشايخها في اليمن وليبيا، وتطاولوا على أنظمة الحكم ورموزها في بلاد أخرى، وراهنوا على قوتهم في مقابل قوة دولهم، وخرجوا على القوانين، وكسروا كل قواعد الاختلاف، وتمادوا، بعد أن كشفوا أنفسهم، وأزاحوا السرية عن تنظيماتهم.
تسلموا الحكم في دول، وتشاركوا في الحكم بدول أخرى، واختطفوا مناطق ومدناً في دول ثالثة، وحققوا أعلى درجات الفشل، وها هو «الطفل المدلل» لهذه الجماعة، أحمد منصور، الذي بشر بالسيادة الإخوانية من ميدان التحرير بقلب القاهرة بعد 11 فبراير 2011، يوم تنحي الرئيس حسني مبارك.
والذي قاد «زفة» القرضاوي في يوم الفتح المبين، كما أسماه، ها هو ينقلب، معلناً خيبة أمله وصدمته التي لا توصف، وهو الذي تتلمذ على يد عبد الله عزام في بيشاور بالثمانينيات، وتربى تحت رعاية بن لادن، قبل أن يصقل ويقدم لقناة الجزيرة، ها هو يقول في تغريدة عبر حسابه الموثق بتويتر «أثبت الإسلاميون أن محن السجون والمعتقلات، أهون عليهم بكثير من محنة المشاركة في الحكم وتولي المناصب، فمحن السجون أجبروا عليها، فصبروا، وتعاطف الناس معهم، أما محنة السلطة، فتكالبوا عليها، دون قدرة وخبرة ورؤية، ففتنوا بها، وفشلوا فيها، ونالوا غضب الناس وشماتة الأعداء، ودخلوا التاريخ فشلة خائبين».
وانتهى الكلام
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا