انهارت آخر منصات الإخوان في الوطن العربي الكبير، سقط حزب العدالة والتنمية المغربي، سقطة لن تقوم له قائمة بعدها، تبع كل أحزاب التنظيم الدولي، التي كانت في مصر والسودان وتونس، وتأكدت الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف بها، وهي أن الشعوب العربية كشفت مدى خسارتها، خلال تولي هؤلاء الحكم، فهم يسيرون إلى الخلف، بينما العالم كله يسير إلى الأمام.
حزب نال الأغلبية أو الأكثرية في 2011، وشكّل الوزارة مع تحالف من بعض الأحزاب. وحقق نفس النتيجة في 2016، متقدماً على الجميع بحصوله على 125 مقعداً في البرلمان. واستمر في رئاسة الحكومة المغربية، ويوم 8 سبتمبر. تفجرت المفاجأة في وجه الجميع، أتباع الإخوان كانوا في حالة حزن لا توصف، كما قال صديق مغربي في اتصال هاتفي، والآخرون، أي كل فئات الشعب، كانوا في حالة ذهول من نتيجة الانتخابات، واختلطت مشاعر الفرح بإزاحة الخديعة الكبرى، لمجموعة لا يمكن أن تنجح في قيادة الدولة، وهي لا ترى غير أتباعها وحلفائها أهلاً للثقة.
ثلاثة عشر مقعداً، هي حصيلة الحكم لمدة عشر سنوات، والمركز الثامن من بين الأحزاب التي خاضت تلك الانتخابات، كانوا في ذيل القائمة، وهذا مكان الإخوان الطبيعي، وما يستحقونه فعلاً، لأنهم من بعد التجارب في عدة دول، أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك، أنهم أدنى من المركز الأخير، حيث إن مكانهم الفعلي، يجب أن يكون خارج الحسابات الوطنية في أي بلد، فهم يجنون اليوم نتائج فكرهم ونظرتهم لمجتمعاتهم، خاصة بعد أن ركبهم الغرور خلال الفوضى التي نشرت في البلاد العربية، تحت إشراف وإدارة الأيدي الأجنبية الخفية، في ما أسماه الرئيس الأمريكي بارك أوباما، بالربيع العربي.
الإخوان ليسوا مؤهلين لإدارة «سوبر ماركت»، وليس دولة، هم تراكم للفشل، ابتليت به الأمة. صنعتهم التنظير والفلسفة والادعاء، يجيدون حفظ مقولات من أسسوا تنظيمهم. وترديدها دون أن يفهموا محتواها، وبأمر الوطن، أسقطهم الشعب المغربي.
.. وللحديث بقية
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا