استثمرت الولايات المتحدة مأساة 11 سبتمبر 2001، لتحقيق مكاسب، وتنفيذ أجندات. بدأت عسكرية، وانتهت إلى الابتزاز.
شكّلت لجاناً سرية وعلنية، وأعدت تقارير لم يفصح عن أغلبها. وما سرب منها كان يلمح إلى مسؤولية دول شارك بعض مواطنيها في الهجوم بالطائرات التجارية على المركز التجاري العالمي. ومبنى وزارة الدفاع، وطمست معلومات، عندما عرضت بعض تلك التقارير على المجالس التشريعية ولجانها، وترك المجال للإعلام الموجّه، يفسر على هواه ما كان مكتوباً تحت تلك الأسطر المسودة بالحبر الغامق، وحرضت عائلات الضحايا على رفع دعاوى ضد السعودية، ليطالبوا بتعويضات، محملين الدولة تبعية تصرفات أفراد يحملون جنسيتها، وهذه سابقة لم تحدث من قبل.
أرادت إدارة بوش الابن، امتصاص الغضب الشعبي الداخلي، فنقلت المشهد إلى الخارج، وكان شعب أفغانستان أول الضحايا، وليس القاعدة وطالبان، ودار حديث حول العراق، فقد ربطت أحداث 11 سبتمبر، بنظام صدام حسين، دون أدلة أو تفسيرات، رغم أن العالم كله، يعرف أن صدام في حالة عداء مزمنة مع الفكر المتشدد للتنظيمات الإسلامية، فهما متنافران، ولا يمكن أن يلتقيا عند نقطة واحدة.
وبمنطق بوش وتشيني وكولن باول، جمع البعثي بالإخواني، والسلفي التكفيري، وبعد أن استقروا في أفغانستان، بدؤوا الاستعداد لغزو العراق، وخلال سنة ونصف، جهزت التحالفات، وأعدت الجيوش، وأعلن عن تقارير موثقة في جلسة بـ الأمم المتحدة، وسرد كولن باول المعلومات المؤكدة، حول امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل، وكان ذلك تحولاً جديداً في صناعة الذرائع، ونسي الأمريكان قرابة ثلاثة آلاف شخص ذهبوا ضحية لهجمات سبتمبر 2001، ونسوا بن لادن، فكان غزو العراق، وتغيير اللاعبين، وتمزيق الروابط الوطنية لهذا البلد المؤثر في محيطه، ولم يعثر على السلاح الذي قيل عنه، بوش لم يكن صادقاً، وطوني بلير نشر الكذبة، وباول لم يبقَ طويلاً في الواجهة، بعد أن أحرق تاريخه العسكري والسياسي، بتقريره المزيف.
وآخر استثمارات الولايات المتحدة، كشفت عن عجز كبير، وخسارة سمعة ومصداقية. فالأسطر المطموسة في التقارير الخاصة بأحداث 11 سبتمبر. وعلاقة السعودية بها، تتحدث عن استنتاجات، ولا تقدم أدلة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا