عشرون عاماً ومازالت أحداث 11 سبتمبر حاضرة في الأذهان، وتداعياتها لم تنتهِ بعد.
في ذلك اليوم كانت الصدمة قاسية على الجميع، من يحب أمريكا ومن يكرهها. الكل اتحدت مشاعرهم، لأنهم يتخيلون من كانوا في البرجين. أناس أبرياء، لا ذنب لهم حتى يكونوا ضحايا ذلك الهجوم. ويدفنوا تحت الأنقاض، ومن يحبونهم تحجرت مشاعرهم. وتوقفت أعينهم عن ذرف الدموع، عاشوا ساعات وهم يتمنون أن يكون الأب أو الزوج أو الابن أو الأخ الذي يعقدون عليه الآمال خارج المكتب في تلك اللحظة، أو تمكن من الهرب عبر السلالم لأنه يعمل في الأدوار الأولى.
وتجمد الناس في كل العالم أمام شاشات التلفزيون. والعجب مسيطر عليهم، فهذه الولايات المتحدة، القوة العظمى. المتفردة بقيادة الأرض ومن عليها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قبل عشر سنوات. وتلك التي تحتضن الحدث هي درة مدن العالم، الأشهر والأكبر والأكثر ازدحاماً والأغنى، نيويورك تضرب في قلبها، وتتحطم رموزها، وكل قوى الأرض تقف عاجزة عن فعل أي شيء، فالذي نراه ليس حريقاً، وليس هجوماً مسلحاً من مجنون، وليس تفجيراً في شارع أو موقف سيارات، بل هو فعل شيطاني أراد أن يحدث هزة عالمية، وهذا ما حدث.
جورج بوش الابن أصبح مثل الأسد الجريح. بعد أيام من الكارثة، ومع الانتهاء من إحصاء الذين ذهبوا ضحية هجوم الطائرات المخطوفة على البرجين العالميين. فتح الرئيس النار على الجميع، وقرر أن يعد حملة يغزو فيها البلاد التي تأوي تنظيم القاعدة، وهي أفغانستان، ومن بعدها العراق، وقد كان.
ونزلت جحافل الجيش الأمريكي، ومزقت الصواريخ كل تلك البلاد، وسقط نظام الحكم، واختفى قادة طالبان، ولم يعثر على أحد من قادة القاعدة، بن لادن والظواهري والملا عمر وحقاني وجدوا ملاذات آمنة، وذاق شعب أفغانستان الأمرين، وقبل احتفال الأمس بالذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر بشهر انسحبت أمريكا من أفغانستان وعادت حركة طالبان إلى الحكم، ومازال العالم يتساءل عن الذي حدث في ذلك اليوم والعقدين التاليين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا