نون والقلم

د.حازم قشوع يكتب: قمة القاهرة

 قمة القاهرة تعيد فلسطين للواجهة بأيدٍ ملكية وبروافع مصرية وبإرادة فلسطينية، تلك هي العبارة التي تكون الوصف السياسي للقاء القمة الذي يجمع جلالة الملك والرئيس الفلسطيني بضيافة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد ما اسقطت المتغيرات السياسية الدولية منها والإقليمية بظلالها على مجريات الأحداث وأخذت طبيعة التحديات تأخذ أبعادا دولية باسقاطات إقليمية حيث باتت ترتبط بشكل مباشر بمناخات الحرب الباردة بين واشنطن وبكين وما تخللها من تبديل في بعض المنازل الجيوسياسية، وهذا ما أثر على سلم الأولويات للمنطقة التي كانت فلسطين تشغل فيها دائما المرتبة الأولى وتشكل عنوان الصدارة للمشهد العام.

اللقاء الذي يشكل رافعة سياسية عربية للقضية الفلسطينية. يعقد قبل الاجتماع السنوي للجمعية العمومية في عاصمة بيت القرار الأممي في نيويورك. والذي ينتظر أن تقف فيه الجمعية العمومية على حالة الدولة وواقع المنطقة. وكما تبرز فيه الدولة أثناء كلمتها أبرز التحديات وتضيف إليه بعض التوصيات. التي يسترعى اتخاذها على الصعيد المنطقة الأمني والسياسي أو التنموي. وهذا من جهة ومن جهة آخرى يعتبر اجتماع الجمعية العمومية فرصة مواتية لتبادل اللقاءات بين القادة في أروقة الجمعية. كما في نيويورك لذا يعد من الاجتماعات التي تحوى طابعا سياسيا خاصا ويحمل صفة تقريرية مهمة. وهذا ما يجعل لقاء قمة القاهرة الذي يسبق اجتماع الجمعية السنوى يحمل صفة رافعة. مهمة للقضية الفلسطينية يمكن استثمارها سياسيا عبر هذا اللقاء.

وبهذه الرافعة تكون فلسطين القضية قد حملت عنوانا دبلوماسيا في الجمعية العمومية. وكما في اللقاءات البينية بتشكيلها بوصلة الاتجاه للقضايا المنطقة وللامة العربية.

هذه القمة التي تأتي بعد اللقاءات الهامة التي كان أجراها جلالة الملك في البيت الأبيض كما في موسكو والتي التقى خلالها بالرئيس بايدن كما في الرئيس بوتين والتي عمل فيها جلالة الملك لحمل القضية الفلسطنية عند كلا الجانبين حيث أكد فيها على أهمية حلها ضمن قرارات الشرعية الدولية لما تشكله هذه القضية من عنوان مركزي لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة.

قمة القاهرة التي يعول عليها إطلاق مفاوضات سياسية جادة فلسطينية إسرائيلية ينتظر أن تسهم بإعادة ترطيب الأجواء البينية وتهيئ المناخات الإيجابية بعد ما انتهى عصر نتنياهو الاستفزازي.

وجاءت إسرائيل بحكومة نفتالي بينيت وتركيبة حكومته التوافقية التي يمكن أن تكون الشريك الملائم لتحقيق جملة التفاوض المطلوبة بما يسهم ببناء توافقات سياسية لعناوين المنطقة القادمة.

إذن قمة القاهرة تأتي بتوقيت سياسي مهم وتحمل برنامج عمل مهم للقضية الفلسطينية. كما ينتظر أن تعزز من المناخات السياسية للمنطقة. لذا ينتظر أن تشكل نتائجها عنوان المشهد وبوصلة اتجاهه القادمة لما تحويه من مضمون وعمق رسالة.

نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى