القمة الثلاثية في القاهرة، قمة فلسطين بامتياز، فالحضور: أولاً فلسطين المتضرر الأول من المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ومن كافة سياساته وإجراءاته، القائمة تدريجياً على أرض فلسطين.
المتضرر الثاني الأردن ومصر، وأمنهما الوطني وارتباطه مع ما يجري في فلسطين.
المتضرر الثالث سوريا ولبنان، المغيبين سياسياً بسبب أحوالهما الداخلية غير المستقرة.
المصالح الوطنية القومية هي الحافز لدى أصحاب القرار في عمان والقاهرة للدعوة والاستجابة في عقد هذه القمة، فهماً وقراءة لتطور الأحداث الجارية، وكيفية مواجهة تداعياتها السلبية، وآثارها المدمرة على فلسطين وجوارها.
القمة ستقف أمام التدهور التدريجي للمشهد السياسي فلسطينياً، ومحاولة وقفه، ولملمة تبعاته، حيث يتقدم المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي عملياً وواقعياً نحو:
1- أسرلة وعبرنة وتهويد القدس وتغيير معالمها، وممارسة التطهير العرقي لأهلها، وفرض التقسيم الزماني على المسجد الأقصى، وصولاً إلى التقسيم المكاني.
2- تغيير معالم المسجد الإبراهيمي في الخليل وتحويله تدريجياً إلى كنيس يهودي.
3- فرض الإجراءات العملية عبر الاستيطان والشوارع الالتفافية الخاصة بالمستعمرين المستوطنين الأجانب، وجعل الضفة الفلسطينية يهودا والسامرة بشكل تدريجي.
4- رفض حكومة المستعمرة أي سياسات أو إجراءات قابلة للتنفيذ نحو حل الدولتين.
ثلاثة أطراف يتحملون مسؤولية هذا الإنحدار والتراجع أولاً حكومات المستعمرة المتعاقبة التي عطلت اتفاق أوسلو وتراجعت عنه، منذ حكومة شارون في آذار 2002 وإعادة احتلالها للمدن الفلسطينية التي سبق وانحسر عنها الاحتلال، على خلفية فشل مفاوضات كامب ديفيد تموز 2000.
ثانياً الانقسام الفلسطيني منذ حزيران 2007، وسيطرة حركة حماس منفردة على قطاع غزة إلى الآن.
ثالثاً سياسات الولايات المتحدة الراعية والضامنة للمفاوضات وتدخلاتها الفظة لمصلحة المستعمرة الإسرائيلية ودعم توجهاتها.
ويلحظ المراقب ظاهرتين غاية في الأهمية:
أولاً مواصلة الشعب الفلسطيني نضاله وتضحياته كما ظهر في: انتفاضة القدس أو سيف القدس أو هبة الكرامة في شهر أيار الرمضاني، وصلابة إيمانه بقضيته، وتمسكه الحازم بحقوقه غير القابلة للتبديد أو الإنحسار أو التلاشي: المساواة في مناطق 48، الاستقلال لمناطق 67، والعودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع، واستعادة ممتلكاته منها وفيها وعليها.
ثانياً تعاظم واتساع مظاهر التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وحقه في استعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة. وتراجع وانحسار مكانة المستعمرة على المستوى الدولي سياسياً وضميرياً ولدى الرأي العام العالمي ومؤسساته المستقلة.
القلق هو عنوان قمة القاهرة الثلاثية، وواقعها، لعلها تخرج بما هو مطلوب، ووضع آليات العمل الضرورية نحو:
1 – تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
2- مواجهة السياسات الإسرائيلية المتطرفة على الأرض المتمثلة بالاستيطان والتطهير العرقي.
3- الاستفادة من سياسات الدعم الهادفة نحو تغيير المسار من قضية سياسية إلى قضية معيشية عنوانها تحسين ظروف الشعب الفلسطيني الاقتصادية، وخلق وتنشيط المسار السياسي جنباً إلى جنب مع حق المطالبة بالحياة المعيشية للفلسطينيين بالكرامة التي يستحقونها، وأن سياسات المستعمرة لتحسين أحوال الفلسطينيين هذا حق واجب وليس مكرمة من الاحتلال، باعتبار المستعمرة هي القائمة بالإدارة الكلية لفلسطين، وهي التي تتحمل المتطلبات الواجبة حتى يزول الاحتلال وآثاره وتبعاته ومظاهره ومستعمراته الفرعية عن فلسطين.
4- توجيه الاهتمام مرة أخرى لتوحيد صفوف الفلسطينيين أولاً وحدة حركة فتح الداخلية.
ثانياً وحدة الفصائل والتجمعات الفلسطينية على قاعدة:
1- برنامج سياسي مشترك.
2- وحدة تمثيلية في إطار منظمة التحرير ومؤسساتها وسلطتها الوطنية.
3- اختيار الأدوات الكفاحية المناسبة.
قمة القاهرة الثلاثية رافعة لفلسطين من قبل المنشغلين بالقضية، والمتورطين بنتائجها، والحاملين المشاركين لتبعاتها.
نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا