هناك ثوابت سياسية لا جدال فيها منها أن التعاون العربي كلما أزداد كلما زاد الأمن والاستقرار الاقتصادي لكل الدول العربية. ولنا في حرب أكتوبر مثال حي علي ذلك وكانت فاتحة خير من الثروات يعيش عليها ملايين العرب حتى الآن.
وكلما زادت الفتنة بين الأشقاء العرب كلما حل الخراب عليهم. و لعل ما تقوم به أمريكا وإسرائيل من زرع الفتنة بين الدول العربية. هو الشغل الشاغل لأجهزتها ولنا في الوقيعة بين العراق و الكويت. ثم احتلال صدام العراق للكويت مثال قريب على تلك الفتنة .
السنوات الأخيرة شهدت صراعا حادا بين قطر من ناحية. و كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخري. وصلت حد المقاطعة التامة وغلق الحدود معها و كانت الإتهامات توجه ضد قطر بأنها تسعي بإستخدام الإعلام الموجه لبث حالة من الثورات الدائمة ضد حكام العرب مما يولد حالة من الفوضى الدائمة وتفكك الدول وأيضا اتهامات بالتعاون مع تركيا و إيران ضد كل مصالح الدول العربية التي لا تتعاون مع قطر أو ليست على وفاق معها و هي اتهامات ظلت لسنوات طويلة يرددها الإعلام من خلال الفضائيات والبرامج التي نعتبرها أنها تعبر عن وجهة نظر الدولة ولو بشكل غير رسمي و على رأس هؤلاء الإعلاميان عمرو أديب و أحمد موسى و اللذان إجتهدا ومعهم عديد من البرامج للهجوم على كل ما هو قطري أو يمت لقطر بأى صلة و بشكل مكثف يوميا ثم تغيرت الأجواء و بدأت بوادر المصالحة منذ مؤتمر العلا بالمملكة العربية السعودية في يناير 2021 والذي كان ثمرة للجهود الكويتية للم الشمل بين دول الخليج العربي و هدأت الأجواء بعض الشئ ولكن استمرت حالة العداء كما هي .
بالأمس ألتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأمير قطر علي هامش مؤتمر بالعراق وهي خطوة كبيرة للدلالة علي إنهاء حالة العداء بين مصر و قطر و هي خطوة لم يتعامل معها الإعلام المصري بحرفية و لا مهنية أبدا لأننا رأينا وشاهدنا ما بذلته الجزيرة طوال سنوات من بث الحقد والكراهية ودعم علني لتنظيم الإخوان المتأسلمون ضد مصر و استضافة قياداته ليلا و نهارا و البث المباشر لكل مؤتمراتهم و مؤامراتهم ضد مصر وأيضا دعم لتركيا في كل جهودها ضد مصر في القضية الليبية وتسليط الضوء على أي حدث يحدث في مصر وتضخيمه ودعم إثيوبيا في قضية سد الموت الأثيوبي الذي يهدد حياة مائة و خمسين مليون مصري وسوداني وأنها تدعم الجماعات الإرهابية المسلحة ضد الجيش المصري في سيناء.
والآن أصبح مطلوب مننا جميعا أن نتعامل مع قطر فجأة على أن ما فات قد مات وعفا الله عما سلف ومطلوب مننا كمصريين أن نتخلص فورا من الحشو الإعلامى ضد قطر لسنوات طويلة ونتقبل بهدوء و ببساطة أن قطر دولة شقيقة و نبتلع كل الكراهية التى زرعها إعلامنا ضدها فهي كانت – طبقا لما كانوا يقولوه في برامجهم – سببا لكل المصائب التي تحدث على بر مصر و أصبح مطلوب مننا أن نعتبر أن اللقاء أمس شئ عادي و من الطبيعي أن يحدث و نتحول مائة و ثمانون درجة بمشاعرنا تجاه من أضروا بمصر و أبنائها و جيشها .
أهلا و سهلا بالشعب القطري الشقيق الذي لا ذنب له في كل الأضرار. التي وقعت علينا من حاكمه و أجهزته و أدواته و أهلا بالمصالحة العربية في كل الأوقات. ولكن الإعلام المصري يحتاج الي معالجة لتلك القضايا بشكل احترافي لا يجعله كالببغاء يردد ولا يفهم و يشن الحرب ضدهم بالأمس ثم يصبح عدو الأمس هو صديق اليوم بلا مقدمات و لا إعداد مسبق ولا تمهيد لما يجري من أحداث بين الدول .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا