مع إقرارنا أن كرة القدم هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية، ولهذا يحق لها أن تحوز على النصيب الأكبر من الاهتمام الرسمي، وأن تسخر لها النسبة الأعلى من الإمكانات، ولكن ذلك لا يعني أن تنحصر الرياضة في هذه اللعبة.
كانت الأندية زاخرة بالنشاط، عندما كانت ملاعبها ترابية أو إسمنتية. وتفتقر إلى الإضاءة الليلية، كرة قدم وسلة ويد وطائرة وتنس طاولة وحديد ورمي الرمح والجري والقفز. وكان أساتذة التربية البدنية يعملون بعد الظهر في الأندية، وأغلبهم كانوا متطوعين. ولأنهم كانوا يمارسون إحدى الرياضات في نفس الأندية تحولوا إلى مدربين لتلك الألعاب، وكانوا مخلصين. خرجت من تحت أيديهم فرق تنافس على البطولات، ليس محلياً فقط، بل في البطولات الخليجية والعربية. وقدموا مواهب مازالت أسماء أصحابها عالقة في الذاكرة.
الرياضة هواية، ومن بعد الهواية تكون احترافاً، وليس العكس، والناس ليسوا سواسية، ليس كل شاب يصلح أن يكون لاعب كرة قدم، وليس كل شاب متعلقاً بكرة القدم، والجمهور كذلك، هي ارتباط عاطفي، وعطاء يثمر في مجال ولا ينتج في مجال آخر، وكم فاشل في كرة القدم لمع اسمه في كرة السلة، وقد جنت إدارات مهملة على كل الألعاب تقريباً، فما بقي منها يكاد لا يذكر.
في رمضان سنة 1972 كان ملعب السلة بنادي شرطة أبوظبي يستضيف الدورة الرمضانية، وكان الجمهور يحيط بالملعب المفتوح والمرصوف بالإسفلت، وفي المبنى المتواضع كانت فعاليات البلياردو وتنس الطاولة، وكانت ساحة النادي الأهلي «الوحدة حالياً» تشهد بطولة الكرة الطائرة، ومع مرور السنين كانت القاعات المغلقة في الأندية تضج بالمشجعين وهم يتابعون البطولات المحلية والخليجية في كرة السلة أو اليد أو الطائرة أو تنس الطاولة، وقد اختفى أغلب النشاط الرياضي، تبخر، وأصبح نسياً منسياً.
كلنا نحب كرة القدم، ونتابع أخبارها، ولكنها ليست هي الرياضة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا