نون والقلم

فريهان رؤوف تكتب: أصبحنا غرباء

أنت أصبحت شخص آخر، شخص غريب، شخص لا أعرفه و لا يعرفني، مجهول بالنسبة لي. أنت أصبحت شخص بعيد جدا لا أشبهك و لا تشبهني وكأننا غرباء، أنت أصبحت  في نظري شخص غامض مثل ظلام الليل،كنت سابقا في نظري بمثابة الشمس التي تشرق وتنير حياة كل من حولها .

أخبرني ماذا حدث ؟؟؟

منذ متى أصبحت هكذا؟؟؟

منذ متى أصبحت قاسي ؟؟؟

ومنذ متى أصبحت أناني ؟؟؟

ومنذ متى أصبحت خائن؟؟؟

منذ متى أصبحت مخادع؟؟؟

أم أنك  كنت هكذا من الأول لكنني كنت عمياء.و تسألني  و بكل جرأة  لماذا تغيرتي؟؟؟

و أنا التي سألتك منذ سنوات عن نفسك القديمة، عن ذلك الطفل الذي كان بداخلك، سألتك عن الرحمة والطيبة التي كانت بداخلك. سألتك عن التلقائية والعفوية والرجولة والشهامة .

لكنك لم تجيب خجلت من نفسك، فهمت حينها أنها كانت مجرد صورة في عقلي البريء وأنك لست تلك الصورة بل خيال.

أنا أين ؟؟؟

وأنت  أين ؟؟؟

لم يعد يجمعنا لا المكان و لا الزمان، حتى كلماتك وسطورك التي كتبتها من أجلي لم تعد تهمني.

صرت بسببك لا أصدق أي شىء حتى الحقيقة صرت أعتبرها سراب.

كم وجه لديك؟؟؟

أخبرني فقط ماذا سينفعك ندمك؟؟؟

هل تصدق حتى ندمك هذا لا يشفع لك ولن يشفع لك مع كل أيامي الصعبة التي عشتها .

أنا لا أصدق أنني أتنفس وحرقت كل أوراقك وصورك وذكرياتك حتى اسمك قد نسيته من أول حروفك إلى آخر كلماتك .

كل مبرراتك لا أريد  حتى سماعها. هل تعلم حتى صوتك صار مزعج بنسبة لي، وشكلك لم أعد حتى أتذكره، أنت أصبحت في نظري غريب لمحته صدفة ثم أكملت  طريقي بدون أن ألتفت وألقي السلام.

رجاؤك وبكاؤك وندمك ومبرراتك وأعذارك وكلماتك و إصرارك لا أريد حتى أن اسمعهم .

أريد فقط أن تبتعد عن حياتي فمكانك ليس مكاني، مكانك مع أشخاص يشبهونك، وطريقك ليس طريقي، طريقي لم يكن يوما طريقك، لكنك زيفت كل شيء بما فيه صورتك.

أنا أغلقت الطرق كل الطرق التي تؤدي إليا وقطعت كل شيء له علاقة بك حتى أنت.  ماذا تريد مني الآن ؟؟؟؟

غرورك قد أعماك وجعلك لا تصدق أنك مثل لا شيء في حياتي. نعم أنت لا شىء لن أعترف غير بذاتي بعد اليوم لأن ذاتي لن تخذلني ولن تخيب ظنوني وتوقعاتي

أنا استطيع في ثانية أن ألقى كل شىء ورائي بدون حتى أن ألتفت.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى