- أهم الأخبارنون والقلم

عبدالعزيز النحاس يكتب: صواريخ كابول.. عودة من جديد!

 الأحداث السريعة والمتلاحقة التى شهدتها أفغانستان والمشاهد التى تناقلتها وسائل الاعلام من العاصمة كابول، كانت أشد جذبًا للمشاهدين حول العالم من أفلام هوليود الشهيرة، بعد أن تحول مطار كابول إلى ما يشبه موقف سيارات عشوائيًّا يتقاتل فيه المواطنون على مقعد فى سيارة، وتحولت هذه المأساة الانسانية للهرب الجماعى إلى فضيحة للولايات المتحدة الأمريكية التى قبضت على الدولة الأفغانية لمدة عشرين عامًا، ولم تترك أى نتائج أو أثرًا فى مؤسسة واحدة من مؤسسات هذه الدولة وعلى رأسها الجيش الأفغانى، والمؤكد أن الفشل الأمريكى لن تظهر آثاره الآن خاصة وأن حركة طالبان التى دخلت العاصمة بدون طلقة واحدة بعد هروب الجيش الأفغانى والشرطة تحاول الآن تصدير مشهد مغاير للصورة الذهنية عنها بعد أن أعلنت عن العفو العام، وفتح صفحة جديدة وتغيير استيراتيجيتها سواء بالنسبة لعمل المرأة أو غيرها من السياسات التى تملى على قادتها الآن فى مدينة الدوحة بقطر، ولن تطول فترة التصريحات الدبلوماسية التى تحتاجها هذه المرحلة لطمأنة الأفغان لحين جلاء جميع البعثات الدبلوماسية، وتمكن الحركة من القبض على السلطة وجمع الأسلحة الحديثة التى خلفها الجيش الأمريكى للجيش الأفغانى.

وإذا كان هناك من دلالات لسقوط المشروع الأمريكى فى أفغانستان، فمن المؤكد أن أهمها فشل لعبة استخدام التيارات الاسلامية التى توظفها لمصالحها وتنفيذ استيراتيجيتها فى عدة مناطق بالعالم، وليس أدل على ذلك من التجارب الثلاث التى بدأت بأفغانستان ومرورًا بداعش وانتهاءً بالربيع العربى، وإذا كانت مشاهد السقوط الأفغانى كانت أكثر سطوعًا إلا أن الأزمات التى صنعتها الولايات المتحدة فى مناطق كثيرة من العالم باتت مكشوفة، حتى وإن كان هذا الانسحاب نتيجة لفشل الربيع العربى وبديلاً عنه بعد أن أفسدت القاهرة فى الثلاثين من يونيو كل المخططات لمنطقة الشرق الأوسط ومصر تحديدًا من خلال قيام جماعة الإخوان المسلمين باحتواء كل التيارات الاسلامية وتشكيل نظام حكم اسلامى يضم كل أطياف تيار الاسلام السياسى، وهو المشروع الذى تحطم على صخرة الارادة المصرية، ولم تجد الولايات المتحدة بديلاً عن افغانستان لاعادة كل التيارات الاسلامية التى نشرتها فى الدول العربية إلى حضانتها الأساسية فى أفغانستان مرة أخرى، وإعادة استخدامها من جديد سواء فى مواجهة الصين وروسيا أو ايران.

مؤكد أن الحالة الأفغانية سوف تشهد كل يوم جديدًا، وفصولها الجديدة سوف تحدث مفاجآت، ولكن الأهم من كل هذا أن بها من العظة والعبر ما يجعل شعوب الدول الوطنية تتمسك بمؤسساتها، وإذا كانت مصر قد أبهرت العالم وتسير بخطى ثابتة فى شتى المجالات فلأنها تمتلك مؤسسات وطنية من نبت ونسيج هذا الوطن وعلى رأسها القوات المسلحة المصرية التى تشكل واحدة من أعظم جيوش العالم لأن عقيدتها الراسخة هى فداء هذا الوطن وحماية هذا الشعب، كما تمتلك شرطة مدنية على نفس القدر من الكفاءة والفداء والوطنية واستطاعت فى فترة وجيزة استعادة الاستقرار والأمن فى الشارع المصرى فى جميع ربوع الوطن والمساهمة مع القوات المسلحة فى كل أشكال التنمية التى تحدث على أرض الوطن.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Back to top button