منذ ما يقرب من عقد تقريبا بدأ الحديث سريعا عن التحول الرقمي في كثير من بلداننا العربية وبدأت الخطوات تتسارع في عالم متحول ومتطور بطريقة سريعة مذهلة. وتعتبر عملية التحول الرقمي هي عملية تطبيق التقنيات الرقمية لتجديد طريقة إنجاز الأعمال وإبداع قيمة جديدة وتقديمها.
إذا فالبدايات كانت تقليدية مرورا بطريقة الاعتماد على الآلة والأجهزة وصولا إلى الذكاء الاصطناعي.
يدفعني ذلك إلى الحديث عن الفيلسوف الأشهر «إدوارد دو بونو» أحد أهم مؤسسي صناعة الفكر في العالم المعاصر، والذي غادر دنيانا منذ يونيو الماضي، ذلك الرجل الذي كتب أكثر من خمسة وثمانين كتابًا كلها يلح على ضرورة أن نتعلم كيف نفكر ونبدع في إطار المجموع لكى يُبنَى القرار على بينة قبل اتخاذه – أن التفكير قبل أن يكون مزية تكريم للإنسان من خالقه هو في الأصل فريضة تتوجب على كل إنسان قدر وسعه.
ذكرتنا مسيرته بأن الشغف بالمعرفة وبناء الوعى ليسا حكرًا للبعض دون غيرهم، فالرجل كتب في «التفكير الإبداعي» وكتب في «الإبداع الجاد»، الذي يرمى إلى تنقية عملية التفكير ذاتها من التشوش والتداخل بين المنطق والعاطفة. مما دفعنا الشجون إلى الحديث عن عالم رقمي يسارعنا ونسابقه .
اختلف الفقهاء في تعريف التحول الرقمي، ويظل أنه هو ليس سوى نقطة الانطلاق. بطريقة عملية، ويمثل التحول الرقمي رحلة فريدة من نوعها لكل مؤسسة. ويتم تحديد مسارها إلى حد كبير من خلال ثقافة القوى العاملة ومرونتها للتكيف والتجربة.
إنه العالم الرقمي. ولكن ماذا تعني جميع مصطلحات عالم الأعمال الرقمية؟ الرقمنة والمعالجة الرقمية والتحول الرقمي، كلها مصطلحات شائعة تستخدَم بطريقة مختلفة على نحو متبادل.
وأضحت الدول تتنافس في مجال الرقمنة تحديدا مجال الإعلام وتوصيل المعلومة للقاريء العربي، وأصبحت الدول العربية تتحدث عن ضرورة اختيار أفضل العناصر والتدريب، وكان آخرها دعوة نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، لإطلاق الدورة الأولى من «الكونجرس العالمي للإعلام» في العاصمة أبوظبي بتنظيم من شركة أبوظبي الوطنية للمعارض بشراكة استراتيجية مع وكالة أنباء الإمارات .
ربما قد يجده بعض الإعلاميين أنه حدث مهم. إلا أن وجود نخبة من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين في قطاع الإعلام. بحسب يجعله حدث فريد من نوعه في المنطقة بأكملها. حيث يتيح فرصا لمؤسسات الإعلام المختلفة لبحث الشراكات وسبل التعاون في تعزيز آليات تطوير رسائل الإعلام الحضارية والإنسانية الهادفة. إلى خدمة البشرية وضمان سعادتها وتنمية المجتمعات عبر محتوى رصين وموثوق ذي مصداقية عالية.
أصبحت دولة الإمارات حاضنة عالمية ومنصة فاعلة لقطاعات الإعلام المتنوعة. تتسم بتكامل البنية التحتية الرقمية والتسهيلات التشريعية والقانونية الداعمة. والبيئة المعيشية الاستثنائية لجميع الجنسيات والشركات الدولية المؤثرة في قطاعات الإعلام. والصناعات الثقافية والمحتوى الإخباري عبر مختلف الوسائل التقليدية والحديثة.
ويتواكب أيضا مع توجه قيادتنا الحكيمة في مصر من أجل التوجه إلي «عالم رقمي» في كل مناحي الحياة، حيث أصبح لا مفر من استراتيجية الاعتماد على الرقمنة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في ربط المواطن المصري بأليات الدولة الحديثة. .