نون لايت

فريهان رؤوف تكتب: جلد الذات

في لحظة ما يتمالكنا شعور الإحباط، شعور الندم نتيجة اختيار غير موفق، نتيجة تسرع بدون حسابات و تخطيط مسبق نتيجة الإخلاص لشخص لا يستحقه .

لن أخفي  عنكم أنني  أشعر  بجلد الذات لأنني أخطأت  في حق نفسي كثيرا. أخطأت  عندما اخترت الشخص الغير مناسب في حياتي لاكتشف فيما بعد فساده وخيانته، ربما كانت لوهله صدمة جعلتني أفكر كثيرا كيف أرتبط بشخص مثل هذا ؟؟؟

إلى  أي حد هو مخادع و خائن لا أجد تعبير واحد لأصفه به، لأنني لم أرى مثل صنفه في حياتي،كيف اقنعني مثل العصا السحرية بحبه لي، أشعار لا متناهية هو شاعر، وروايات لا متناهية وقصائد وألحان طربية، هو يجيد كل شيء حتى الطرب، لكنه ليس إلا مخادع .

أنا اليوم و منذ شهور عديدة في صدمة لا استطيع حتى أن أصدق، ربما لست مثل البعض كي أجيد الكذب و المراوغة و أقول أنني ارتبطت بدبلوماسي وأواصل معه وأتغاضى على كل أخطائه، لست أنا، المهم عندهم فقط المظهر الاجتماعي، أنا لم يهمني ولا يهمني منصبه كل ما كان يهمني ذاته، اعتقدت لثانيه أنني محظوظة لأنني  أحسنت الاختيار وبكونه رجل مثالي يخاف الله لاكتشف فيما بعد الكوابيس الغير متناهية هو رجل غبي إلى أبعد حد، غبي لأنه يظن أن حقيقته ستفضل مخفية إلى  الأبد، لم يخطر في باله ثانية أنني سوف أقلب صورته وسوف أسحب القناع تدريجيا واواجهه بكل حقارته، بكل أساليبه الدنئية في عمله، في خداعه وغشه لناس، في طمعه لا متناهي في الشهرة والسلطة والمال، في خياناته، سيستغرب البعض عندما أقول أنني أشفق عليهن واعتبرهن ضحايا، الأخرى كل ذنبها أنها قدمت له سنوات من حياتها بسذاجة وقلة وعي حيث كانت مجهولة واخفاها على كل العالم لكي يتستر على خيانته. و ثانية أيضا خسرت عملها ومستقبلها بسبب شخص أناني استغلها فقط من أجل الشهرة و الآخريات كثيرات القائمة لازالت طويلة.

هو أمام  الناس رجل محترم لكنه ليس إلا  نذل، لست حزينة على حالى فقط حزينة على كل ضحاياه بما فيهم فتاة قاصر لم تتجاوز 17سنة، اكتشفت حكايتها هي أيضا  مؤخرا.

استغرب كيف يفعل كل هذا؟ هذا السؤال لم أجد له إلا إجابة واحدة، أنه مريض نفسي بحاجة للعلاج، أن مرضه هذا خطير جدا وهو مرض الإيذاء، ربما أنا الوحيدة التي لم أتضرر إلا  معنويا، لم أخسر سنوات ولم أخسر عملي ولم أخسر شيء ولم يطل حتى ظفر من أضافر شعري، فقط ندمت على معرفته، ندمت على صورة ليست حقيقية جعلني أصدقها أبعد ما تكون عنه.

ربما أجلد ذاتي لأنني كنت في مكان ليس مكاني. أنا التي يوميا أحارب في الفساد والفاسدين ومن ثم ارتبط بشخص لم أعلم بفساده وكيف لي أن أعلم لو لم أبحث لشهور لما اكتشفت الحقيقة، أنا  منذ شهور قررت أن اسلمه بنفسي للقضاء بكل جرأة وإخلاص لمبادئي، لأنني لا أبيع مبادئي ولن أرضى أن أكون  في مكان ليس مكاني.

لا أعلم  لماذا دفعني قلمي لأكتب لكم  لكنني أردت أن  أخبر الجميع أنني أنا  أيضا  قد لا أصيب الاختيار، تجربتي قاسية جدا، مرة مثل الحنبل، وجعي لا يمكن حتى أن  أصفه، ليس حبا له هو لا يستحق الحب والاهتمام ولا أي  شيء، و إنما صدمة في شخص لوهله ظننته محترم لأكتشف أنه أقذر مخلوق على وجه الله، هو شيطان على شكل إنسان، في وجهه أرى صور كل الناس الذين أخطأ في حقهم، أرى  ظلم غير متناهي مع غياب الإحساس والضمير هو عديم الضمير والأخلاق، حتى في قاموس العقل لا يمكن أن تجد تفسيرا واحد لكل أفعاله .

هي ليست منطقية في قانون الأخلاق والإنسانية والقيم والشهامة. هو في امتحان الشهامة قد تحصل على صفر، هل يتخيل المنطق حجم مراوغته ودهائه.

ربما سؤاله لي المتكرر  لماذا أشعر أنك لا تحبينني؟ في محله هو ليس سؤال بل كان إجابة. رغم أنني كنت استغرب من نفسي. كيف لا أحبه وهو يحاول أن يفعل المستحيل من أجلي. لكنني كنت معجبة بشخصيته كنت أظنه سيكون لي سند وونيس لوحدتي. لكن كان عكس كل توقعاتي. لأجد نفسي قد قررت  تركه والتخلي عنه للأبد .

ربما ما يقلل القليل من همي ووجعي أنني عرفت الحقيقة من البداية. قبل أن أنخدع لسنوات مع وهم وسراب وكذب ودهاء.

رغم كل أوجاعي التي تزداد يوم بعد يوم بسبب سوء اختياري و بسبب طيبتي الزائدة مع شخص لا يستحقها. إلا  أنني أردت أن  أقول لكم إن حتى في الابتلاء يجب أن نحمد الله. لأن الابتلاء أنواع، هناك ابتلاء قد يكون بلاء. ودرجته تصل لحد التدمير الكلي مع فقدان القدرة على النهوض من جديد .

رغم وجعي الذي ينزف مع وجع الأشخاص الذين آذاهم إلا أنني أحاول بكل قوتي. أن أضمد جراحي وأكون  أقوى وأتعلم من هذا الدرس القاسي. اليوم أحاول أن استعيد أفكاري المتبعثرة وأتقدم أكثر في حياتي و أتجاهل كل شيء رغم أنه صعب لكنني سأتحدى  نفسي.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى