الفلاح هو الجزء الرئيسي الهام في حياتنا كلنا فما يقوم به لا يقل أهمية عن الهواء، الذي نستنشقه ونعيش به فهو شريكنا في الحياة وهو من يحيا حياته، لتستمر حياتنا وأولادنا و أحفادنا من بعدنا. ولا حياة لنا بدون ما يقدمه لنا الفلاح من الغذاء بكل أشكاله وأنواعه. وهو دائما صامت لا تجده يضر المجتمع أبدا وصرخته، للأسف هى ترك الزراعة، فتتحول الأرض إلى مبانٍ و لذلك فكل من يعمل في العمل العام في خدمة الفلاح، يقدم خدمة جليلة للمجتمع بأسره.
وللأسف يخرج علينا من وقت لآخر من يدعى انه نقيب الفلاحين ويدلى بتصريحات تتسبب في بلبلة شديدة واختلاف واضح ويتعجب الناس في هذا الشخص الذي يسئ لكل من يعمل بالعمل العام في قطاع الفلاحين ويسئ بهذه البلبلة لكل من يسعي لخدمة قضايا الفلاحين بهمة واحترام و هم معروفون لكل أجهزة الدولة وأجهزتها الخدمية وهو بهذه التصرفات يؤكد أن الأمور ليست محكومة أو منظمة فيما يخص موضوع نقابة الفلاحين
وقد تشرفت بالعمل كمستشار سياسي للنقابة العامة للفلاحين فى بداية تأسيسها وكانت نقابة قوية تسعى كل الأحزاب للتقرب منها و ترحب كل أجهزة الدولة بخدمتها و خدمة كل الفلاحين من خلالها و للحقيقة لم تقصر الدولة مع كل من كان يمثل النقابة في هذا الوقت حتى استغل البعض اهتمام الدولة بالنقابة و حوله إلى مشروعات إستثمارية شخصية مما أفقد النقابة كل المكاسب السياسية و الإجتماعية التى أكتسبتها من قبل و تردت الأوضاع فى تلك النقابة الوليدة التى كانت نشيطة حتى صدر قرار بتجميد نشاطها و ظل المتصارعون على رئاسة النقابة يتحركون تحت مسمى النقابة العامة للفلاحين و أبتعد كثير من الكوادر المحترمة النشيطة عن هذا الكيان و لكنهم لا يستطيعون فراق هذا العمل المحترم خدمة للفلاحين و كان الحل الأمثل للخروج من هذا الصراع و الذي يستغله البعض أسوأ إستغلال أن يصدر قانون النقابة المهنية للفلاحين و الذي بذل فيه مجموعة من المخلصين للعمل العام بقطاع الفلاحين الجهد الكبير لخروجه للنور و على رأسهم الحاج فريد واصل أحد مؤسسي النقابة العامة للفلاحين و كان الأمين العام لها و تركها عندما خرج بعض قيادتها عن خط العمل العام و أسس النقابة العامة للفلاحين الزراعيين و أجتهد هو و النائبة جواهر الشربيني كثيرا حتى تم إدراج مشروع القانون للمناقشة في مجلس النواب السابق بعد اكتمال مشاركة كل الوزارات المعنية به. وكل لجان مجلس النواب التى لابد من مشاركتها في إعداده. وللأسف لم يتم إقراره بشكل نهائي و عاد الآن إلى مجلس الشيوخ لدراسته مرة أخري ثم يتم عرضه على مجلس النواب مرة أخرى، من خلال لجنة الزراعة وهو ما يترك المجال مفتوحا للبلبلة حول من يعمل بجد واحترام لحل مشاكل و هموم الفلاح و من يعمل لمصالحه الشخصية ولديه من الأموال ما يمكنه من الظهور بكثرة واقتناص الفرص لأى مناسبة للظهور بها على أنه يمثل الفلاحين ويطلق التصريحات هنا وهناك.
إن قطاع الزراعة في مصر قطاع يحتاج إلى جهود كل المخلصين لمساعدة أجهزة ووزارات الدولة للوصول لأفضل النتائج لخدمة الفلاحين و هناك الكثير من المحترمين منهم يعانون أشد المعاناة عندما تنظر وزارات الدولة إليهم علي انهم ليس لهم نقابة تعترف بها للعمل من خلالها و قد أتصل بي العديد منهم من عدة محافظات مختلفة للتكاتف و بذل الجهود و التواصل مع الأحزاب و النواب للخروج بهذا القانون الهام الذي ينظم العلاقة بين نقابة الفلاحين لسان حال الفلاحين و صوتهم الشرعى إلى النور و تختفى معه كل الخفافيش .
أنا أدعو كل أجهزة الدولة و كل المهتمين بالشأن العام و حل هموم و قضايا الفلاحين للعمل معا و التوجه للأجهزة التشريعية لخروج هذا القانون بإنشاء النقابة المهنية للفلاحين التى ترعي شئون الملايين من الفلاحين، الذين يحتاجون بالفعل لمن يتكلم نيابة عنهم. ويصلح أن يتكلم عنهم و يمثلهم لدى أجهزة الدولة حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي. ولا يجرؤ أحد على انتحال صفة أو التحدث باسم الفلاحين و هم منه براء.