نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: سد النهضة ومعركة التوازنات (1-5 )

ما حدث من ردود فعل داخل مجلس الأمن من روسيا والصين مخيبة للآمال، كرست داخل الجانب الإثيوبي انتصار مزعوم. في إعادة ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي. وهو مطلب إثيوبي يشرعن للأحباش الهيمنة المائية بل التحول إلى دولة ذات سيادة. حسبما ذكر آبي أحمد رئيس الوزراء بأن مشروع السد يجعل إثيوبيا ذات سيادة. وهُنا تكمن بواطن الأمور. ناهيك عن إعلانه سابقًا عن عزم إثيوبيا بناء 100 سد. وإن كانت التصريحات للاستهلاك المحلي قبل الانتخابات التي أتت به رئيس وزراء مرة أخرى.

آبي أحمد ما هو إلا حلقة وصل صغيرة من مخطط وضع لتقزيم دور مصر في المنطقة والتحكم في قرارها السياسي بمشاركة أطراف أخرى. وذلك عقب التحول الواضح في سياسة مصر الخارجية.. ودور مصر المتنامي داخل الإقليم.

حلقات المؤامرة المرسومة تتكون من (تركيا إيران وإسرائيل إثيوبيا). وجليًا علينا ما يقوم به أردوغان تجاه العراق في بناء السدود. والتي أثرت على منسوب نهري دجلة والفرات الذان ينبعان من تركيا..

وعن دور إيران في التضييق فقد شرعت منذ فترة ليست بعيدة في تخفيض تدفق المياه إلى سد دربنديخان إلى «الصفر» وخفضت كمية المياه المتدفقة إلى سد دوكان بنسبة «تصل إلى 70%»، ويقع كلا السدين في إقليم كردستان العراق شبه المستقل.

أما الكيان الصهيوني بدوره يتحرك وفق خطة مدروسة. فقد اشترى الأردن من إسرائيل 50 مليون متر مكعب من مياه بحيرة طبريا، زيادة على حصتها المقدرة في اتفاقية السلام «وادي عربة» البالغة 55 مليون متر مكعب سنويا.

حيث نصت الاتفاقية الموقعة عام 1994 على حق شراء حصص إضافية من المياه. حسب الحاجة. وتتواصل مسلسلات التضييق وحروب المياه عرضٍ جارٍ. دلالات واضحة تكشف إعادة تشكيل التوازنات عبر الملف المائي.. شريان الحياة. كما أن مشاركة إثيوبيا في اللعبة تأتي وسط وعود للأول ورسم واقع بتحويل إثيوبيا قوى عظمى تتحكم في الإقليم كيفما شاءت.. الرباعي يسعى إلى شيطنة شعوب المنطقة. وأقامة سدود تتحكم في القرار السياسي للدول.

ولو نظرنا سنجد أن أول زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي، كانت إلى إسرائيل، عقبها تقلد جائزة نوبل للسلام المشبوهة. والتي تُعد عربون محبة للاشتراك في المؤامرة الكبرى. والتي لازالت تسير في طريقها، ولم تكتفي تركيا بالتضييق على العراق فقط. بلا تجاوز الأمر ذلك وعرضت على إثيوبيا مساعدتها في تشييد السدود وعرض خبرتها. فهل نعي حجم المؤامرات التي ترمي إلى تقزيم دور مصر الريادي. وتحول طرق المواجهة بالحروب إلى محابس تقوض تحركات الدول؟..

في الحقيقة إن تلك المعطيات تؤكد، أننا إيزاء مخططات تستهدف إضعاف مصر بشكل يجعلها في ورطة. بين مطرقة الدفاع عن حقوقها المشروعة في المياه. وبين سندان ردود أفعال الدول العظمى في مجلس الأمن. بالطبع أن الدفاع عن حقوقنا سيفسد أي مخططات حيكت داخل الغرف المغلقة من زمنٍ بعيدٍ. النيل نيلنا وعلى الجميع أن يقرأ جيدًا في التاريخ، فمصر جاءت أولاً ثم جاء التاريخ.. سندافع عن النيل بكل ما أوتينا من قوة.. وجميع الحلول مطروحة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى