لاشك أن التفكير خارج الصندوق يحقق الكثير من الفوائد، والتي من بينها المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل اليومية، كما يعمل على تدشين التميز والتطوير في كافة القطاعات المختلفة بالإضافة إلى العمل علي استثمار الفرص وتعزيز نقاط القوة وتحسين نقاط الضعف و تفادي المعوقات والتحديات المختلفة والمتنوعة.
كلنا لمسنا حرص الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، علي تدشين ثقافة الابتكار والإبداع في المجتمع المصري، حيث وجه الرئيس السيسي، في وقت سابق، بضرورة تعزيز نشاط جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لنشر ثقافة ريادة الأعمال والإبداع والابتكار بين الشباب والمواطنين، وتوفير فرص العمل، وتهيئة المناخ المواتي لتنفيذ المبادرات الطموحة المتعلقة بتطوير قطاع الصناعة، كما وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي، إطلاق طاقات الإبداع بأنها «تمثل الكفاح والنضال من أجل الوصول الى دولة حديثة في عالم اليوم»، وتأتي دعوة السيد الرئيس السيسي لدعم الابتكار والإبداع ليس فقط بين الشباب ولكن أيضا في نطاق اختصاصات الحكومة.
فمنذ أيام تابعنا بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، عن تفاصيل المشروع القومي المزمع إقامته بالشراكة بين قطاع البترول وشركة بيكتل لإنشاء مجمع للبتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس والذي يعد الأضخم من نوعه في المنطقة بقيمة استثمارية تبلغ حوالي 7.5 مليار دولار، وكذلك توجيه السيد الرئيس السيسي لتطوير الأنشطة المتعلقة بمجالي الطاقة والنقل، وذلك في ضوء ما تتمتع به مصر حالياً من استقرار شامل مكتمل العناصر، وبنية تحتية حديثة وشبكة طرق ومحاور وموانيء عالمية المواصفات، وشريان قناة السويس التجاري الأهم في العالم، فضلاً عن توفر الارادة السياسية القوية والقرار التنفيذي الصادر من أعلى مستوي في الدولة، وهي عوامل تمثل في محصلتها فرص واعدة داخل مصر لنجاح أية استثمارات أجنبية تسعي للعمل وتطوير نشاطها في المنطقة.
من بيكتل إلى أباتشي المتخصصة في مجال بحث واستكشاف البترول، حيث رحب السيد الرئيس السيسي بالأتفاق الأخير الذي تم بين الشركة ووزارة البترول لتوسيع نشاطها في مصر في مجال البحث والتنقيب وإنتاج البترول، والذي من شأنه أن يعزز من مساعي مصر لتصبح مركزاً لتداول الطاقة في المنطقة.
ومن لقاء أباتشي إلى متابعة دقيقة بشخص الرئيس السيسي لجهود الدولة المصرية في تطوير مركبات النقل العام والنقل الثقيل. بالاعتماد على مصادر الطاقة البديلة، خاصةً الغاز الطبيعي والكهرباء. حيث وجه الرئيس السيسي بضرورة التوسع في استخدام وسائل النقل التي تعتمد على الغاز الطبيعي كوقود بديل. خاصةً ما يتعلق بالحافلات والشاحنات، وذلك بالنظر إلى المردود الاقتصادي والبيئي لتلك المركبات. وكذلك لمواكبة التطور المتنامي عالمياً في الاعتماد على الوقود النظيف. فضلاً عن الاستمرار في تطوير البنية التحتية ذات الصلة من محطات الشحن والصيانة. بالإضافة إلى توجيهات السيد الرئيس بالتوسع في جهود إنتاج أوتوبيسات النقل العام والمركبات التي تعمل بطاقة الكهرباء. وذلك بالتعاون بين وزارة الإنتاج الحربي والقطاع الخاص، مع الالتزام بمبدأ التوطين المحلي لصناعة مستلزمات الإنتاج كهدف أساسي، ووفقاً لاشتراطات الجودة وأعلى المعايير العالمية.
ومن MCV إلى التوجيه الرئاسي بضرورة إعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر. باشتراك القطاعات المختلفة بالدولة، حيث يعد الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة. وذلك بهدف امتلاك مصر القدرة في مجال توليد واستغلال الهيدروجين ومواكبة التطور العالمي في هذا المجال. بالشراكة مع الخبرات العالمية ولإضافة طاقة الهيدروجين الأخضر للمنظومة الوطنية المتكاملة للطاقة. وذلك في ضوء الاهتمام الدولي المتنامي بمشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدراً واعداً للطاقة في المستقبل القريب.
فمن عرض المشكلات وتحليلها واقتراح حلول وبحث في البدائل وتقييمها إلى وضع استراتيجيات طموحة ومن ثم تنفيذ تلك الاستراتيجيات وقياس مؤشرات الأداء الخاصة بتحقيق وتنفيذ الاستراتيجيات وامتدادا لتقييم الاستراتيجية اعتمادات على النتائج وتعظيم المخرجات ووصولا لوضع خطط تحسين وتعزيز للاستراتيجية المستقبلية في ضوء نظرية الأمن القومي الشامل واتساقا مع أهداف التنمية المستدامة وإنبثقاقا مع رؤية مصر 2030 … كلها تعد من الآليات التنفيذية التي حرصت الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية. على تفعيلها ممزوجة بالابتكار والإبداع والتفكير خارج الصندوق، ليصبح نهجا للدولة المصرية وتكون من ضمن سمات الجمهورية الجديدة.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com