المرأة الجميلة ليست هي التي تأخذك أو تأخذ ببصرك جملةً واحدة ومن بُعد، وإنما هي التي إذا دنت منك لم تكن كذلك، بل المرأة الجميلة هي التي كلما كررت بصرك فيها زادت حُسناً .
وقال عبد الملك بن مران لرجل من غطفان: صف لي أحسن النساء
قال: خذها يا أمير المؤمنين.. ملساء القدمين، ردماء الكعبين، ناعمة الساقين. ضخماء الركبتين، لفّاء الفخذين، ضخمة الذراعين، رخصة الكفين. ناهدة الثديين، حمراء الخدين، كحلاء العينين. زجّاء الحاجبين، لمياء الشفتين، بلجاء الجبين، شماء العرنين، شنباء الثغر، محلوكة الشعر، غيداء العنق، مكسرة البطن، فقال: ويحك وأين توجد هذه؟ قال: تجدها في خالص العرب، وفي خالص فارس .
وقال في ذلك الشاعر :
قُضاعية الكعبين كِندية الحشا خُزاعية الأطراف طائية الفمِ
لها حكم لقمان وصورة يوسفٍ ومنطق داود وعفّة مــريمِ
وعيون الرجال لها مرمى من الجمال ومبتغى.. تكاد تسعى وتتسابق له المرأة.. ففي عيون الرجال مرآة واضحة ولا أقصد بذلك العيون التي في وجه الإنسان منا. وإنما كل رجلٍ منّا له عدة عيون. وأوضح هذه العيون تلك التي في القلب ولذا يقولون لفلان قلبه أعمى .
وعين القلب تلك العين الحقيقية في التقدير والاستيعاب والتلمّس والاستمتاع بما قدمناه من وصفٍ للمرأة ..
أما الاختلاف في درجات الذوق. ولكن درجات الجمال هي خلقية كما أعطانا إياها الله عز وجل. ويبقى الفرق هو الذوق.. الذوق في درجة الحساسية. التفكير، الاتزان، الأدب .
ومن هنا تكون المرأة تختلف عن بني جنسها في ذوقها واستخدامها للأدوات المتوفرة لها والأشكال، والألوان. والأسلوب، والتوقيت. وفي هذه المرحلة وهذا العقد من الزمن أصبح للرجال إطلاع ومعرفة بما تبدع المرأة في أي وقت وعلى أي شكل و في أي سن .
بين قوسين ( فالتفكّر المرأة بصوتٍ عالي لأنه آن الأوان لأن تسمع عيون الرجال. ما تصرخ به أفواه الجمال على ملامح الأنوثة .وإبداعاتها وجودة أدواتها ورقتها بما فيهم قناعتها ) .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا