يرحم الله الفاضلة النبيلة جيهان السادات التي كان من حسن حظي أن أشهد مناقشتها لدرجة الماجستير في كلية الآداب ـ جامعة القاهرة عام 1980، وكنت حينها طالبا بالفرقة الثانية بقسم اللغة العربية بذات الكلية العريقة الآداب.
كانت صدفة بحتة أكثر من رائعة أن أكون أمام مدرج 78 أشهر مدرجات كلية الآداب جامعة القاهرة. ولم يكن بمقدوري أن أغادر الكلية في هذا التوقيت الذي حلت فيه مناقشة جيهان السادات لدرجة الماجستير في الأدب العربى. والمعروف أنها حصلت على ليسانس في الأدب العربي عام 1977 والماجستير في الأدب المقارن عام 1980 والدكتوراة عام 1986. تحت إشراف العظيمة والنبيلة والعالمة الجليلة الدكتورة سهير القلماوي.
من حسن حظي أن أحضر مناقشة رسالتها في الماجستير مع عدد قليل جداً من طلاب كلية الآداب. وظللت لفترة طويلة أتباهي على زملائي وأقراني أنني حضرت مناقشة رسالة الماجستير عام 1980 لحرم رئيس الجمهورية، الرئيس الراحل أنور السادات.
كما ظللت لفترة طويلة أحضر لها المحاضرات بعد تعيينها بكلية الآداب. خاصة أنها كانت تدرس الأدب العربي في أقسام اللغات المختلفة خاصة اللغة الإنجليزية. على اعتبار أن الراحلة الكريمة حصلت على الماجستير والدكتوراة في الأدب المقارن. ودرست دراسة وافية للشاعر الإنجليزي «شيلي». ولشعفي بالأدب المقارن كنت حريصاً على حضور محاضرات الراحلة الكريمة، وكذلك الراحل العالم الجليل الدكتور رمضان عبدالتواب الذي كان يأتي من جامعة عين شمس لتدريس علم اللغة المقارن.
جيهان السادات الأستاذة بالجامعة كان لها حضورها الخاص. ليس لأنها زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، وإنما لأنها كانت تعشق تدريس الأدب المقارن، وتتلمذت على يد علماء أجلاء في قسم اللغة العربية، بآداب القاهرة وعلى هامتهم الدكتورة المرحوم سهير القلماوي وخلافها من العلماء العظام الذين ضمهم قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، والذي أفتخر أنني خريج هذا القسم العظيم بجامعة القاهرة.
أما جيهان السادات في المجتمع المصري فقد شاركت زوجها الرئيس الراحل أنور السادات في كل الأحداث المهمة التي شهدتها مصر ابتداء من ثورة 23 يوليو حتى اغتياله عام 1981. وتعد جيهان أول سيدة مصرية تخرج إلى دائرة العمل العام.
رحم الله الدكتورة جيهان السادات أستاذة الأدب العربي الحديث وطيَّب الله ثراها وأدخلها فسيح الجنات، وألهم أسرتها وتلاميذها الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا لله إليه راجعون.