نون والقلم

د. إيمان علاء الدين تكتب: وثيقة العهد

منذ ساعات قليلة تصدرت مشاهد الاحتفال بثورة «30 يونيو» المجيدة، صفحات التواصل الاجتماعي وصفحات الجرائد والمجلات كما شاهدنا وتابعنا فعاليات الاحتفال بها من خلال شاشات التلفاز وعبر أثير الإذاعة، فعلي مدار السنوات الماضية احتفل المصريون بنجاح ثورتهم العظيمة، مستلهمين بقرارهم الرشيد بعد أن زحفت الملايين إلى جميع الميادين المصرية – بلا استثناء، لتعلن إرادة المصريين في 30 يونيو بدء عصر الجمهورية الجديدة.

فعلي مدار ثمانية سنوات، احتفل المصريون بثورتهم العظيمة ومكتسباتها البناءة ولكن كان الاحتفال بذكرى الثورة لهذا العام له مذاق خاص فمع الإنجازات الجمة في كافة القطاعات المختلفة المتعلقة بتطلعات الشعب المصري من صحة وتعليم وأمن غذائي ومائي وغيرها من التطلعات الرشيدة لهذا الشعب، كانت الدولة تستعد لافتتاح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قاعدة 3 يوليو البحرية بمنطقة جرجوب علي الساحل الشمالي الغربي لمصر. لتستطر بحروف من ذهب إرادة سياسية حقيقية حريصة على تلبية احتياجات المواطن المصري والحفاظ على مقدرات هذا الوطن وسلامة أراضيه.

حيث تعد قاعدة 3 يوليو هي أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط، حيث تختص بتأمين الدولة في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية  والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات  القتالية المتنوعة، بالإضافة إلى أن قاعدة 3 يوليو تمثل إضافة جديدة لمنظومة القواعد البحرية المصرية وذلك ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية، بحيث تكون نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة أي تحديات ومخاطر قد تتواجد بالمنطقة بالإضافة إلى مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.

وجاءت مراسم افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية مهيبة ومدعاة للفخر وجاء توقيع السيد الرئيس السيسي رئيس الجمهورية على وثيقة افتتاح القاعدة له دلائل عديدة أبرزها تخليد ليوم لن ولم ننسه… ذكرى عبرت عن إرادة مصرية حقيقة للتغيير….. ذكرى انتفض فيها المصريون لاسترداد وطنهم…. ذكرى انحاز فيها الجيش لإرادة الشعب… يوم حمى الله الوطن من السقوط في الهاوية…. يوم عبر عن مدى الحكمة والعبقرية لهذا الشعب….. يوم توحدت فيه كافة مؤسسات الدولة الوطنية بجميع أفرادها وفئاتها.

فجاءت الوثيقة مداعاة للتأمل حيث بدأت «بسم الله الرحمن الرحيم وباسم شعب مصر العظيم» ولعل هذه الكلمات ذكرتنا بحوار الرئيس مع شعبه، فمنذ الساعات الأولى لتولي السيد الرئيس السيسي منصب رئيس الجمهورية، حرص السيد الرئيس  على فتح حوار هادف بين الرئيس وشعبه… حوار يكشف فيه الرئيس كافة التفاصيل للتحديات الراهنة والمستقبلة…..حوار يتميز بالشفافية والدقة في عرض كافة التفاصيل المتاحة…… حوار يستمع فيه الرئيس لاسئلة الشعب من خلال «أسأل الرئيس»….. حوار يشجع فيه الرئيس أبنائه من الشعب على الابتكار والإبداع والعمل لمصلحة هذا الوطن العظيم….. حوار يستعرض فيه الرئيس إنجازات الدولة المصرية….. حوار يؤكد فيه الرئيس مررارا وتكرارا على المضي قدما نحو تنفيذ التنمية الشاملة الحقيقية والمستدامة.

كما استكملت كلمات الوثيقة «انطلاقا من مسئوليتنا تجاه تعزيز القوة الشاملة للدولة، وتعظيم القدرات المصرية في كافة المجالات والقطاعات، وفي مقدمتها القوات المسلحة ودورها في حماية مقدرات الدولة، واستكمالا لمسيرة تعزيز ركائز الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية» لتوثق وتؤكد علي حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس على تأمين مقدرات الدولة الاقتصادية وتامين خطوط المواصلات البحرية والمحافظة على الأمن البحري.

فجاءت وثيقة افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية لتؤكد وتعزز أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ماضية على العهد فيما يتعلق بتحسين وتعزيز الخدمات المقدمة للمصريين في كافة المجالات والقطاعات المختلفة، وتخليدا لذكرى توحيد المصريين بمختلف فئاتهم  ونجاح مهمة الجيش في إنقاذ الوطن. ولعلي استشهد بكلمة السيد الرئيس السيسي بمناسبة ثورة 30 يونيو «أن مصر قد وجدت طريقها إلى التنمية الحقيقية مدعومة باصطفاف ودعم شعبها العظيم، ونسابق الزمن للبناء والإصلاح ومواجهة التحديات التي طال أمدها في الدولة».

عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى