نون والقلم

محمد يوسف يكتب: «فتاوى الجهال»

هؤلاء الذين يخوضون في علم يجهلونه، كيف يتعايشون مع ضمائرهم؟

ما يدعونا إلى هذا التساؤل، هو ما يحدث في مجتمعاتنا العربية، من حالة إرباك، بسبب فتاوى وتحليلات كل من ختم على جبينه بأنه جاهل ومستهتر وناقص عقل، حتى ولو كان بينهم طبيب، لا يتردد في وضع الصفة على صورته وهو يتكلم، فمثل هذا الشخص، يستحق أن يحاسب ويعاقب، فالطبيب يجهل أعمال المختبرات، وما يخرج منها من نتائج تخص فيروس «كورونا»، هو يفهم في تخصصه، والآخر يفهم في تحاليله، ومثله «المؤثر»، الذي يتوقف عن تسويق المأكولات والأجهزة الإلكترونية، ليطلق رأياً حول لقاحات «كورونا»، تهز قناعات الناس، وتثير الرعب بينهم.

مجموعات من الجهلة، أصبحوا خبراء في نوعية اللقاحات التي يجب على الناس أخذها. ويشيعون معلومات مغلوطة حول لقاح يفضلونه ويثقون فيه. ويهاجمون لقاحاً آخر. يصفونه بكل الصفات السيئة، يلتقطون كلمة من هنا. وكلمة من هناك، ولا يراعون ضمائرهم. ويحدثون فوضى بين الناس حول ما أخذوا، وما كان يجب أن يأخذوا.

وللأسف الشديد، هناك من يستشهد ببعض الدول التي لا تعترف ببعض اللقاحات، ويحكمون عليها، دون أن يفكروا في الأسباب الحقيقية لمواقف تلك الدول، وهل هي اتخذت قراراتها بناء على تقارير علمية موثقة؟ أم هي فقط مواقف مرتبطة بوكلاء بعض الشركات ولقاحاتها؟ لأننا نعلم جميعاً أن منظمة الصحة العالمية، منحت كل اللقاحات موافقتها على الاستخدام الطارئ، وتلك الدول المتعنتة، لم تنظر إلى مصالح شعوبها، بقدر ما راعت مصالح بعض شركاتها أو وكلائها المتنفذين!

وإذا ذهبنا بعيداً، إلى أوروبا ودول الغرب، فهذا سيعيدنا إلى ما قلناه منذ عدة أشهر، وهو أن السياسة واستغلال حاجة العالم للقاحات، هو ما يحكمها، فاللقاح أصبح عند أغلب المنتجين في الغرب، وسيلة ضغط سياسي، ومصدر دخل لا يستهان به، فالجائحة، كان يمكن السيطرة عليها، لو أبعدت السياسة عن تصرفات قادة الدول الكبرى، ووضعت خطط دولية محكمة، ركزت على اكتشاف المضادات، وتوزيعها بعدالة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى