نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: 30 يونيو.. حين ينتصر الشعب

 خلق  الله الإنسان ونفخ في روحه؛ ليعيش باحثًا عن دروب العيش الهنيء بين أرجاء المعمورة، في مناخ وطني خالص السقي والمنبع، حتى قفزت جماعة الإخوان على المشهد السياسي، لتنفيذ مهام أوكلت إليها. منها  هدم الدولة وإحداث شلل للمنشآت الحيوية، بشكل يدفع نحو إحداث عدم استقرار في الداخل المصري، ويفتح البلاد على مصرعيها للتدخلات الأجنبية. وهو ما يمحو الهوية الوطنية للدولة، ويحولنا إلى إمارة إسلامية ومقر للتنظيمات المتطرفة. كما أرادت جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما تباركه أمريكا وترعاه بعين اليقن، في محاولة لتمزيق مكونات الشعب المصري، وإعادة رعيل التنظيم الأم مرة أخرى عن طريق  حصول الجماعة على الحكم، مقابل أن تمرر طلبات أمريكا في المنطقة وتدعم رؤيتها الخاصة.

ولكن جميع المؤامرات تمزقت على صخرة الدولة المصرية، وتجلى ذلك في خروج 33 مليون مصري من جميع محافظات المحروسة. للدفاع عن طمس الهوية  الوطنية، وتمزيق البلاد بسبب جماعة تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة فقط. ولا يعنيها توفير معيشة كريمة للمواطن المصري.  حقًا لبى أبناء الوطن النداء حين نادت قاهرة المعز، وثقلت عليها حمول الجماعة الإرهابية؛ التي كانت تقود البلاد للاحتراب الشعبي.

ولم يكن خروج أبناء الوطن الواحد على تلك الجماعة، إلا لانقاذ ما يمكن انقاذه. بعد أن تم الزج بقيادات إخوانية داخل المصالح الحكومية ومؤسسات الدولة الحيوية. وجعلت الدولة على المحك رغم عدم كفاءتها أو خبرتها في إدارة شؤون البلاد.

والكارثة الأكبر أن مكتب الإرشاد كان المتحكم الرئيسي في جميع قرارات الدولة. خلال فترة ولاية مرسي، وكأن لم يكن هناك مسؤول عن البلاد!!.

محاولة تدمير الوطن فشلت بامتياز، رغم دغدغة مشاعر الجماهير التي كان ينتهجها أعضاء الجماعة. حينما يطلوا على أبناء الوطن عبر منابرهم الإعلامية. التي كانت تبث سمومها داخل عقول عامة الشعب، خاصة شريحة الشباب. لاسيما أن منهج الجماعة يلعب على استقطاب البراعم الصغيرة لبناء ظهير شعبي. يكون وقود المعارك عندما تحدث مواجهات مع الجيش أو الشرطة المصرية.

ثورة 30 يونيو  كانت بداية ميلاد شرق أوسط جديد، وأعادت تشكيل خارطة المنطقة العربية، وأفشلت المشروع الغربي «التقسيم» ملحمة  وطنية يقف لها العالم أجمع إجلالاً واحتراما، الملايين رافعين لافتات يسقط حكم المرشد، صوتهم يدوي مثل الرصاص في الميادين.. ولم يعودوا حتى سقطت الجماعة، إنها الإرادة بغية تصحيح بوصلة توجه الدولة. من حكم تنظيمي ممول من جهات خارجية، إلى دولة وطنية تتولى رعاية أبنائها المخلصين.

ورغم الهوان والضعف الذي تعرضت له الدولة، إلا أن مصر نجحت في تحويل المِحنة إلى منحة؛ تدفعنا للأمام وعدنا قوة إقليمية مؤثرة، دولة وطنية خالصة لا تسعى إلا إلى إحلال السلام في المنطقة، وتدعم استقرار دول الجوار، والملف الليبي خير دليل على هذا ..

من هنا أصبح إلزاما علينا أن نفتخر بثورتنا العظيمة، ثورة الخلاص من حكم الجماعة الإرهابية. الثورة المصرية الخالصة بدون توجهات ولا مصالح شخصية. بل لرفع راية مصر عالية رغم أنف المتآمرين. حقًا لعب الشعب المصري دوراً هام يُدرس في كُتب التاريخ.. تحيا مصر وعاش أبنائها المخلصين.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى