عند الحديث عن التراث أو الموروث التاريخي والديني والعقائدي لكل طائفة تشخص أمام كل إنسان فكرة أن ذلك الموروث لتلك الطائفة أو ذلك المذهب هو موروث رصين بحسب ما عنده- المذهب أو الطائفة- من سجل تاريخي يحفظ كل شاردة وواردة مرت عليه. فكيف إذا كان الأمر محصورًا بالرمز الأول لذلك المذهب أو الطائفة ؟ فلابد عقلًا أن يكون ذلك الموروث زاخرًا بكل تفاصيل حياة ذلك الرمز وبأدق التفاصيل.
لكن عندما تجد أن المورث قد غابت عنه تفاصيل حياة رمزه قائده فإعلم إن هذا الموروث ضعيف وواهن جدًا بحيث أنه غيب أو غابت عنه معلومات تخص قائده ورمزه !!…
ولنا في ذلك مثال واضح؛ وهو التراث الشيعي؛ فحسب المنطق يجب أن يكون التراث الشيعي قد غطى كل تفاصيل حياة الإمام علي-عليه السلام- كونه هو رمز المذهب الشيعي وإليه ينتمي الشيعة. لكن الغريب جدًا أن التراث الشيعي قد أغفل الكثير من الحقائق عن حياة الإمام علي-عليه السلام- ولعل أبرز تلك الحقائق التي غفل عنها ذلك الموروث هو وصيته-سلام الله عليه- بإخفاء قبره ودفنه سرًا ؛ وأنه لم يدفن في الموضع المعروف حاليًا في النجف؛ بل ما هو أبسط من ذلك أن الموروث الشيعي لم يذكر لنا ما هو أسم المولى ( الخادم ) لعلي بن ابي طالب-عليه السلام- حيث اضطرت لجان التحقيق في الكتب الشيعية بأن تبحث في كتب العامة حتى تعرف اسم ذلك المولى أو الخادم !! فأي ضعف ووهن هذا الذي يتمتع به هذا الموروث ؟!..
وقد بين المهندس السيد الصرخي الحسني ذلك الأمر في معرض مناقشته لروايات موضع دفن الإمام علي-عليه السلام- في تحديد قبره ونفي القبر المنسوب له؛ حيث قال :-{{…إن ضعف و وهن التراث الشيعي المعتمد جعلهم يتمسكون بأوهام و خرافات مقرونة بالتجهيل و تربية القطعان على الكره و البغضاء و الحقد و الإنتقام ، حتى صار الكذب و البهتان و الفحش و السباب و الطعن و إنتهاك الأعراض دينا و سنة وعقيدة !! و شواهد تراثهم الهزيل كثيرة، و في « الإرشاد » الكثير !!…
إطلعنا قبل قليل على بعض ما في الإرشاد و أتينا بهذا المقتبس من الكتاب، في الرواية الأولى قال حدثنا [ حِبان ] أو [ حِبّان ]، و الكلام الآن مع أي شيء ؟ مع من ؟ مع ما ذكرناه قبل قليل قلنا : { إن ضعف و وهن التراث الشيعي ….} إذن هذا مثال على التراث الشيعي الهزيل، مثال على الضعف و الوهن في التراث الشيعي المعتمد عندهم …………… من هو [ جيّان أو حيّان أو حِبّان ] ؟!!.
يقول هو مولى لعلي (عليه السلام ) ، إذن هذه القضية خاصة بمن ؟ خاصة بالشيعة، خاصة بعلي ( سلام الله على علي ) ، خاصة بـ أهل البيت (عليهم السلام )، حصل إختلاف لم يضبط الإسم، مولى علي لا يعرفه القوم، لا تعرفه أقطاب الشيعة و علماء الشيعة و رجال الشيعة و كتب الشيعة، و أتى المحقق في الزمان الذي نعيشه و ثبت حِبّان، الآن لماذا ثبت حِبّان؟ يقول إن في ضبط إسمه خلافا ، …………… ماذا يرجح المحقق ؟ ماذا ترجح لجنة التحقيق ؟ يقول لكن الظاهر ، إلتفت جيدا . لماذا إختار هذا الإختيار عندما يسجل [ حِيّان ] أو [ جيّان ] أو أي إختيار آخر غير [ حِبّان ] سيكون من الوهم ..من الجهل ..و من الخرافة و من الجن و الشعوذة ، لا تجد في كتب الرجال ما يدل على ذلك فماذا يفعل ؟ ينتقل إلى الإسم ، العنوان ، اللفظ الأقرب الموجود في المراجع و المصادر.
يقول لكن الظاهر كونه [ حِبّان ] ، ما هو الدليل ؟ يقول : كما في غير واحد من كتب الرجال من العامة، يقول كما في أكثر من مصدر. أكثر من مرجع من كتب الرجال من العامة، من علماء العامة. من علماء السنة ، قضية خاصة بعلي ، قضية خاصة بمولى لعلي، قضية خاصة بوفاة علي، بوصية علي ..بموت علي ..بدفن علي( سلام الله على علي ) ، ماذا بكم ؟ أين تراثكم ؟ إذن يضطر إلى الذهاب إلى كتاب الرجال من العامة. هذه إشارة إلى ما قلناه قبل قليل عن التراث الهزيل و الشواهد كثيرة }}.
جاء ذلك في أحد المحاضرات الخاصة بالبحث الموسوم ( القبر .. وصية إخفاء وإعفاء… هارون والظباء ) وبالإمكان الإطلاع على المحاضرة الكاملة للسيد الصرخي الحسني لمعرفة كل تفاصيل المحاضرة وذلك من خلال الرابط التالي :- https://www.youtube.com/watch?v=LPyzezbrWKQ
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا