د. إيمان علاء الدين تكتب: عندما تتحدث الجمهورية الجديدة
مما لاشك فيه أن حديث الدولة المصرية أصبح أكثر تأثيرا ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى الإقليمي والدولي وذلك منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، فقد أصبح للكلمات وزن وأصبح للأفعال ثقل وقدرة على تحقيق الأهداف وخاصة الأهداف صعبة المنال.
ولعلنا تابعنا باهتمام كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء اليونان حيث بدأ سيادته الكلمة بالترحيب بضيفه خلال الزيارة الرسمية إلى جمهورية مصر العربية، وأضاف سيادته أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص الدولة المصرية المستمر على تبادل الرؤى ووجهات النظر حول سُبل تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.
ولعلنا ندرك أن قيمة العلاقات التي تحظى بها مصر واليونان ترجع إلى قديم الأزل. فقد عبرت تلك العلاقة عن نموذج متميز للترابط والتعايش بين الثقافات والأديان. بالإضافة إلى التعاون الإستراتيجي في منطقة شرق المتوسط. ولاشك أن الإرث التاريخي بين القاهرة وأثينا. والذي بدأ منذ ما يقرب من 300 عام. شهد تطورا كبيرا وملحوظا منذ تولي الرئيس السيسي. حيث شهدت العلاقات المصرية اليوناينة نقلة نوعية على مختلف الأصعدة. خاصة السياسية والاقتصادية والثقافية والصناعة والتجارة. لتتوالى الزيارات الرئاسية والدبلوماسية بين البلدين وتتعدد القمم الرئاسية وتتنوع المشاورات الدولية ليصبح العصر الذهبي للتعاون بين البلدين.
ولعلنا نذكر كلمة الرئيس السيسي، خلال إحدى هذه القمم الرئاسية. حيث قال سيادته «آلية التعاون باتت تمثل أساسًا إستراتيجيًا راسخًا في المنطقة. وانعكاسًا لرغبتنا الصادقة في المُضى قدمًا في مسيرة شراكتنا الممتدة. التي لا تتأسس على حقائق الجوار الجغرافي فحسب، وإنما تستمد قيمتها وأهميتها المضافة من ميراث تاريخى، وقاسم ثقافي مشترك».
كما نتذكر دعوة الرئيس السيسي، إلى احترام المبادئ المستقرة بين الدول، وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك، في إطار من سعة الأفق، ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمي للنزاعات، كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
كما أكد الرئيس السيسي خلال كلمته في المؤتمر الصحفي، اليوم، أن « السنوات الماضية شهدت تنامياً ملحوظاً في حجم التعاون والتنسيق المشترك حيال العديد من الموضوعات والقضايا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، سواء كان ذلك على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، على نحو جعل من هذا التعاون الفريد نموذجاً يحتذى به في كيفية تحقيق التعاون والتكامل على المستوي الإقليمي».
واستعرض سيادته مع دولة رئيس الوزراء مختلف أوجه التعاون الثنائي، حيث اتفاقا على أهمية تحقيق طفرة نوعية في كافة جوانب العلاقات بين البلدين، خاصةً زيادة قيمة التبادل التجاري وتشجيع تدفق الاستثمارات اليونانية وتفعيل التعاون في قطاع الطاقة سواء فيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي أو في مجال الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى دعم التعاون السياحي والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى البلدين في هذا القطاع الهام، بحسب بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.
فجاءت كلمات الرئيس السيسي لتؤكد على أن الدولة المصرية ماضية في التألق والتميز في كافة المجالات والقطاعات خاصة الملف الخاص بالعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، فقد أشاد الرئيس بثمرة تلك اللقاء قائلا «لقد كان لقاؤنا فرصة مهمة لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المتبادل، حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء على الموقف المصري الثابت إزاء الوضع في منطقة شرق المتوسط والقائم على ضرورة التزام كافة الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصةً مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول، مشدداً على تضامننا مع اليونان حيال أية ممارسات من شأنها انتهاك سيادتها».
كما أضاف سيادته عن ضرورة أهمية تعزيز آلية التعاون الثلاثي القائمة بين مصر وقبرص واليونان لمواصلة التنسيق السياسي والتعاون الفني بين الدول الثلاث، وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآلية التي تجمع دولنا الثلاث تحديداً بحكم تفرد تلك العلاقة وتلاقي المصالح المشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تناولت المباحثات آخر تطورات القضية الفلسطينية، وآخر التطورات ذات الصلة بالملف الليبي، وما آلت إليه المفاوضات الثلاثية حول ملف سد النهضة، مع التأكيد على أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور جاد في هذا الملف حفاظاً على استقرار المنطقة.
واختتم الرئيس السيسي كلمته متمنيا مزيداً من التعاون والتنسيق بين البلدين. بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين. فتلك هي الكلمات والأفعال التي تتحدث بها الجمهورية الجديدة.. تلك هي الروح التي تبعث بطاقة أمل…. تلك هي الأفعال التي تبعث بشعاع نور للإنسانية بأسرها في كافة بقاع الأرض.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا