مخطط تفتيت دول الشرق الأوسط يسير بخطوات متسارعة و أحداث متلاحقة سقطت عدة دول وبعضها ينتظر. والمستفيد من هذا التفتيت معلوم للجميع .
في كل الجرائم أبحث دائما عن المستفيد منها و لذلك سنجد أن إسرائيل و تركيا وإيران هم أكثر من تربحوا مما حدث و يحدث في الشرق الأوسط. و الخاسرون هم العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و السودان و الصومال. وكلهم دول عربية إسلامية. وقائمة الانتظار تضم مصر و السعودية و الإمارات و قطر و تونس و الأردن و لبنان وهناك بعض الدول تظن أنها بعيد عن تلك الأحداث منها الكويت و عمان والجزائر .
أما عن أرباح إيران فقد تمدد نفوذها و قوتها العسكرية و سيطرت على العراق و لا ينفذ فيها قرار إلا برضاء نظام الملالي في إيران و قواتها المسلحة و ميلشياتها الشيعية في سوريا على الأرض وتحتل مساحات كبيرة من أراضي سوريا. كما تتحكم في سير الأمور و الأحداث في لبنان الذي قارب على الانهيار فعليا. و يعيش بلا حكومة منذ أشهر عديدة. ومازال الصراع مستمرا بين قياداته و الكلمة الأخيرة بقوة السلاح بيد حزب الله التابع قلبا و قالبا لتعليمات القادة في إيران.
أما عن اليمن فالحوثيين تحت إدارة الخبراء الإيرانيون يديرون الصراع مع السعودية عن طريق إطالة أمد الصراع و إستنزاف الثروات و الاقتصاد السعودي منذ ست سنوات و لا يلوح في الأفق أي تقدم لإنتهاء الحرب رغم العروض السعودية لإنهاء الحرب و الجلوس حول طاولة المفاوضات و على ذلك فهناك أربع دول عربية تتحكم أو تشارك إيران في حكمها و مصيرها .
أما عن تركيا فهي تتصرف و كأنها الدولة العظمي في الشرق الأوسط و تتدخل في الشئون الداخلية لكل الدول العربية بكل بجاحة و قد ضمت أجزاء كبيرة من أراضي سوريا و يتم بالعديد من الإجراءات ضمها لتركيا للأبد و كونت ميلشيات مسلحة تحركها بين الدول كما تريد لزعزعة الأمن في كل الدول التي تتدخل فيها تركيا. كما أصبحت بقواتها و ميلشياتها محتلة فعليا للغرب الليبي و طرابلس عاصمة ليبيا ومصراته ولن يتم خروج لقواتها الموجودة في ليبيا و الميلشيات المرتزقة الذين جلبتهم من سوريا إلا من بعد تحقيق طلباتها من الغاز و البترول الليبي. بل و مئات المليارات من المشروعات الليبية عند بدء الإعمار. بل ووصلت البجاحة إلى دعوة شركات أذربيجانية لمشاركتها في مشروعات بتروكيماويات علي أرض ليبيا. و كأن ليبيا أصبحت جزء من تركيا التي تبعد عنها الألاف من الكيلومترات.
ولا ننسي الزيارة القريبة لوزير الدفاع التركي إلى ليبيا. و هبوط طائرته في قاعدة معيتيقة بدون أدنى تنسيق مع الحكومة أو الرئاسة الليبية الحالية. التي لم تعلم بالزيارة إلا بعد وصول الوفد التركي بقيادة وزير الدفاع التركي .
كما أن أصابع تركيا تلعب في تونس عن طريق تنظيم الإخوان المتأسلمون و الذين يشاركون في الحكم في تونس مما يولد حالة دائمة من عدم الإستقرار بين الحكومة وأتباعها من جهة. و الرئيس التونسي و مؤيديه من جهة أخري. و حاولت التغلغل في السودان إبان حكم البشير و حصلت منه على قاعدة سواكن على البحر الأحمر. ولكن الثورة غيرت الحكم في السودان ألغت هذا الإتفاق قبل أن تستقر الأمور لها هناك. و لكنها حصلت على قاعدة عسكرية في قطر و لها حضور عسكري قوات بالألاف بأسلحتهم الثقيلة .
أما عن أرباح العدو الإسرائيلي فهي لا تعد و لا تحصي. فمازال يبتلع الأراضي الفلسطينية بالإستيطان و أعترفت له أمريكا و عدة دول بالقدس عاصمة له. و كادت القضية الفلسطينية أن تموت لولا فضل الله ثم حرب غزة الأخيرة التي أندلعت بسبب الممارسات الصهيونية في المسجد الأقصى و القدس الشريف و نجحت المقاومة الفلسطينية في دك المدن الإسرائيلية بالصواريخ و عاش الإسرائيليون أياما من الرعب داخل الملاجئ في كل مدن إسرائيل و عجزت المضادات الجوية عن وقف وصول الصواريخ الفلسطينية إلى مطار بن غوريون نفسه.
و لكن التطبيع العلني بين إسرائيل و الإمارات و البحرين لم يتوقف و لم يهدأ و أصبحت الزيارات بين هذه الدول و إسرائيل لا تنقطع و كذلك التعاون و المعاهدات الاقتصادية و الغارات الإسرائيلية علي الأراضي السورية لا تهدأ و أصبحت كل أراضي سوريا مستباحة لهم كما أنها تنقب عن ثروات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط أمام السواحل الفلسطينية و اللبنانية و السورية .
أما مصر فهي تحارب علي كل الجبهات فهي تحارب الإرهاب. و من يدعمه شرقا في سيناء و تدفع الثمن من دم أبنائها من الجيش و الشرطة و المواطنين هناك. كما تبذل كل الجهود البقاء ليبيا دولة موحدة و لا تغفل عما يدور فيها منذ عشر سنوات. ولولا وجود مصر لكانت ليبيا كلها جزءا لا يتجزأ من الأمبراطورية العثمانية الجديدة التي يسعى أردوغان لعودتها مرة أخرى.
كما تحارب مصر شمالا للحفاظ على ثرواتها من الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ضد الأطماع الإسرائيلية و التركية. و طورت قواتها الجوية و البحرية بحاملات الطائرات و الغواصات و السفن الحربية و الطائرات الحديثة لهذا الغرض. و جنوبا تحارب مصر معركة الوجود ضد الأطماع الأثيوبية الحقيرة للإستيلاء علي نهر النيل. شريان الحياة لمصر و لازالت تستنفذ كل الجهود لحل الأزمة دون اللجوء للحرب. و لكن الأحباش سرطان أفريقيا لن يتراجعوا إلا بعد أن تتفتت دولتهم. التي يجمعها الدم و الحروب و التشريد .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا