منذ سنوات عديدة والجانب الإثيوبي، يسعى إلى فرض همينته على منابع النيل وظهر ذلك جليًا على موائد المفاوضات كافة، إثيوبيا لديها رغبة جامحة في أن تضع الدولة المصرية والسودان الشقيق، في ورطة بسبب نقص المياه جراء التحركات العنترية التي ينتهجها آبي أحمد وحكومته، والتسويف الواضح في الوصول لاتفاق ملزم، ينجي 150 مليون نسمة جفاف محدق يهلك الحرث والنسل، ولكن هيهات هناك مخططات صهيونية أصبحت جلية تكمن داخل الحكومة الفدرالية صاحبة أكبر إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، في إقليم التيجراي، حيث الانتهاكات والاغتصاب الجماعي، والمجتمع الدولي “نائمًا في سابع نومة”.
مصر بدورها تسعى إلى إبراء الذمة في جميع خطواتها، المتعلقة بقضية الوجود، حيث تقدمت بخطاب عبر وزير الخارجية سامح شكري لمجلس الأمن، رغبة في تحمل مسئوليته، بشكل يرسي دعائم الاستقرار في المنطقة، ويجنب منطقة القرن الأفريقي حرب طويلة الأمد، فالحقوق المائية المصرية السودانية ليست محل نقاش أو جدال، لذلك ما تقوم به الدولة المصرية يُدرس في الكُتب، إنها سياسة النفس الطويل، والتي لا توجد إلا داخل الكبار .. الكبار فقط، رهان حقيقي على قدرات مجلس الأمن، إما أن يختار الانحياز لأصحاب الحقوق ويضع حد للمراوغات الإثيوبية، أو يذهب بالمنطقة نحو صراع، يخرج منه الجانب الإثيوبي بخسائر فادحة تضعه أسفل مقصلة الفقر المدقع، لفترة ليست بالقصيرة.
ولم يكن تحرك الدولة المصرية، نحو مجلس الأمن إلا لانتزاع حقوقنا المائية التي يريد أن ينهبها آبي أحمد، بغية شرعنة وجوده على سدة الحكم، خاصة أنه يواجه ضغوط داخلية كبيرة، ويعلم أن التراجع عن الملء الثاني قد يهلكه، واقعٍ ملبد بالغيوم.. ولكن التحركات المصرية تصب في اتجاهين، منهما حل القضية وفق الأعراف الدولية، أو المضي قدمًا نحو الحفاظ على الحقوق المائية وجميع الخيارات مفتوحة، آخر الصبر عذاب أليم وعلى الباغي تدور الدوائر.
أخبار ذات صلة
-
صفوت سليم يكتُب: حُماة النيل.. رسالة أخيرة!!
-
صفوت سليم يكتُب: ذروة كورونا.. وفنون التجاهل!
-
صفوت سليم يكتُب: إثيوبيا.. وعشرية البُكاء!
مصر بتوجهها الثاني نحو مجلس الأمن، تطلق صافرة الأنذار الأخيرة، فالسلام المصري قدم على طبق من فضة خلال العشر سنوات السابقة، مرونة واضحة تؤكد حسن النوايا، بما يحفظ التنمية المزعومة التي تتحدث عنها إثيوبيا، والتي يمكن القول إنها على موعد مع مصابٍ جلل بسبب ما يحدث، فهي متمسكة برأيها تجاه الهيمنة المائية، والموقف المصري واضح لن نتنازل عن قطرة مياه واحدة، وإن لم يحدث انفراجة واضحة خلال الفترة المقبلة، سيبقى الميدان هو الفيصل، خاصة أنه يمكن لمجلس الأمن أن يجنب الأطراف الثلاثة النزاع، عبر إيقاف إثيوبيا عن موقفها تجاه الملء الثاني مؤقتًا، بشكل يرفع القضية نحو محكمة العدل للفصل، وعندها تكون مصر طرقت جميع الأبواب واستنفذت الحلول كافة وننتقل من التحرك السلمي إلى حديث الرئيس السيسي حينما قال ” بلاش مرحلة أنك تمس نقطة مياه من مصر.. الخيارات كلها مفتوحة.