نون والقلم

محمد يوسف يكتب: الجهل عدو صاحبه

«عندما يتحدث الجاهل في أمر يجهله، يزداد جهلًا على جهله».

ردّدت تلك العبارة، بعد أن استمعت إلى حديث لشخص لم يعجبه أن يحصل بعض الفنانين السوريين على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات، قائلًا إنه سيعتذر عن قبول تلك الإقامة لو عرضت عليه، ثم «شطح ونطح»، وألقى خطبة عصماء، مستغلاً «الميكروفون» الذي أمامه، ومتخيلاً نفسه يقف على منبر أمام جمهور لا يقل عنه حماسة، وربما أمام مسؤول يطلب منه الرضا وشهادة ولاء، وخلط الأمور وإدخالها في بعضها بعضاً، حتى وصل إلى مؤامرة تتعرض لها الدراما السورية، بعد النجاح الكبير والمكانة الرفيعة التي بلغتها.

ولذلك الشخص وغيره، نذكر بعض المعلومات المتعلقة بالإقامة الذهبية أو طويلة المدة. وهدفنا إزالة الجهل الذي سمعناه. وبداية نقول له، إن الإقامة تطلب ولا تعرض، وما عليه إلا أن يطمئن. فلن يدق بابه أحد. فهذه الإقامة استحدثت ضمن قانون يستهدف تحفيز الاقتصاد الوطني، له معايير واشتراطات، هي المقياس، وهي الحكم. وقبلها هناك الرغبة التي يبديها الشخص، فهو المطالب باتخاذ الخطوة الأولى، ثم ينظر في استحقاقه. وبيننا هنا من الأشقاء السوريين، من يستحقون الإقامة الذهبية، وتمنح لهم دون تردد، ومعظم هؤلاء، ليس من المشاهير وأصحاب الدراما، بل هم من الذين ساهموا في مسيرة بناء الدولة. وقدموا خدمات جليلة. وهناك من ترتبط أعمالهم وتجارتهم واستثماراتهم ببلادنا، ولا ينقطعون عنها كثيرًا، وتكون زياراتهم متكررة .فجاءت الإقامة طويلة المدة، لتسهيل تنقلهم ورعاية مصالحهم. وهؤلاء أيضًا يطلبون ما يخفف عنهم الأعباء، أما الدراما وسرقة الفن والفنانين، فهذا يرد عليه بقوائم الفنانين من «هوليوود» و«بوليوود»، ونجوم الرياضة العالميين والأدباء والكتاب والرسامين والمبدعين في شتى المجالات، ومن مختلف دول العالم!

وقبل أن أختم هذا المقال، أرسل لي صديق سوري، سيرة ذلك الشخص الذي تحدث في ما يجهل، فتبين أنه ممثل مساعد، يحسب على الصف الثالث، ويشغل حاليًا كرسي «نقيب الفنانين»، وكم أسفت بأن يكون مثل هذا الشخص مسؤولًا عن عمالقة الفن والإبداع السوري، الذين أثروا في الدراما العربية.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى