هؤلاء الذين يشعلون الحرائق، ويصرون على سفك الدماء ونشر الجوع وتشريد الأبرياء، ماذا سيحدث لو عادوا إلى رشدهم، وحكّموا العقل، وتخلوا عن خرافات تمليها عليهم كتب رثة ألفها بعض المجانين؟!
هذا القادم الجديد إلى سدة الحكم في إسرائيل، من سيخلف نتانياهو بعد عشر سنوات من التهرب والمماطلة واستمرار الاحتلال وإثارة الأزمات، سواء كان اسمه «بينيت» أو «لابيد»، وسواء كان متطرفًا لفكرة تميز بني جنسه، أو مؤيدًا للمستوطنين القادمين من الخارج، لو مد يده مسالمًا، ومعلنًا التسامح، مع شعب يقول إنه يكرهه ويريد تدميره، فقام هو بسلب بيته وأرضه ووطنه وهويته، وغير نهجًا سار عليه كل الذين سبقوه ولم يحصدوا غير الخوف ونقص الأمن والعيش خلف الأسلاك الشائكة والأسوار الأسمنتية الشاهقة، لو فعل ذلك وقبل بحل الدولتين وساد السلام في الأراضي المقدسة، وعرف كل طرف حدوده، وما له وما عليه من حقوق والتزامات، وساد الهدوء، لانعكس كل ذلك على لبنان وسوريا والأردن ومصر وكل بلاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأرض الترك ووسط آسيا وغربها وجنوبها، وانتهى قرن من القتل والتدمير.
ولو فعل ملالي إيران الأمر نفسه، وجعلوا المحبة في قلوبهم بدلًا من الحقد والكراهية للأمم والشعوب والقوميات الأخرى، واقتنعوا بأنهم بشر مثل الآخرين. ليسوا أفضل منهم. وليسوا شعبًا مختارًا لحمل راية لم تكن في يوم من الأيام رايتهم. ولو التفتوا لشعبهم وضمدوا جراحه التي تنزف منذ 40 عامًا. وجعلوا ثروته في خدمته. أقول لكم، لو فعل الملالي ذلك سيعود الهدوء، والسكون إلى بلادهم وإلى جيرانهم.
ولو توقفت أوروبا عن التفكير بعقلية «ريتشارد قلب الأسد». وتخلت عن نظرتها الفوقية للبشر. واستبدلت كل ذلك بمساواة حقيقية، وليس ادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان، لسادت العالم كله روح التسامح والمحبة. ونزعت الأحقاد من القلوب، وأصبح عالمنا مختلفًا عن العالم الذي نراه ونعيشه.