تستضيف القاهرة الفصائل الفلسطينية، لبحث عدد من القضايا والملفات المهمة، وعلى رأسها ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل وإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.. وإذا كانت مصر قد بذلت جهودًا كبيرة من قبل لإنهاء حالة الانقسام الفلسطينى وتوحيد صفوف الفلسطينيين، بهدف خدمة قضيتهم وقيام دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس الشرقية، فإنه يجب على الفصائل الفلسطينية عدم إهدار هذه الفرصة، خاصة وأن مصر قد دعت جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء وبما فيها لجان المقاومة التى تشارك بوفد رسمى يرأسه الأمين العام للجان المقاومة الفلسطينية أيمن الششنية، وهى بالتأكيد واحدة من الفرص المهمة لعودة التلاحم الفلسطينى وتجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية على أساس الشراكة السياسية بين الجميع، والالتزام ببرنامج وطنى موحد قائم على أساس العمل لأجل هدف واحد وهو الخلاص من الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
على الفصائل الفلسطينية أن تدرك أن الفرص لا تتكرر كثيرًا، والأهم أن يتعلموا من كل أخطاء الماضى والفرص المهدرة، وأكبر هذه الأخطاء كانت حالة الانقسام التى أعطت الكيان الصهيونى فرصة لارتكاب كثير من جرائمه فى حق الشعب الفلسطينى، كما أعطته المبرر بعدم وجود قيادة موحدة للشعب الفلسطينى.. والآن توجد فرصة تاريخية أمام جميع الفصائل لأنها تأتى فى أعقاب العدوان الغاشم على القدس وغزة، وفى ظل تعاطف دولى مع الشعب الفلسطينى الذى يعد آخر شعوب العالم يرزح تحت الاحتلال والحكم العنصرى، وربما تكون المشاهد التى خرجت من غزة والقدس أهم أسباب عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسى، وتذكير كل شعوب العالم بمحنة الشعب الفلسطينى، ومع تحرك مصر إقليميًا ودوليًا لوقف هذا الاعتداء، وضرورة وجود حل عادل للقضية الفلسطينية، رأينا تحركًا دوليًا وصدرت عدة بيانات من الأمم المتحدة، ومن عدد كبير من قادة العالم التى تطالب بحل الدولتين وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى.
الكلمة الآن للفصائل الفلسطينية التى تجتمع تحت أعين وبصر معظم دول العالم، ومتابعة ملايين الفلسطينيين الذين لا يشغلهم إلا التحرر والعيش بكرامة فى وطن مستقل، بعيدًا عن الخلافات الضيقة والتناحر السياسى على سلطة مقيدة تحت وطأة الاحتلال، وهو أمر يدعو كل قادة الفصائل للخروج من الاجتماع باتفاق تاريخى بإنهاء الانقسام والاتفاق على تشكيل قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطينى تعمل على الخلاص من المحتل وقيام الدولة الفلسطينية.. وفى اعتقادى أن جميع القضايا المطروحة للنقاش فى اجتماع الفصائل بالقاهرة، تتضاءل أمام إنهاء الانقسام وإعلان الوحدة الوطنية، واختيار قيادة موحدة للشعب الفلسطينى، وعلى سبيل المثال عملية إعمار غزة التى بدأت بالفعل مصر العمل فيها، وأعلنت بعض الدول المساهمة فيها أيضًا.. ومؤكد أنه فى حالة الوصول لوحدة وطنية سوف تتضاعف المخصصات المالية والمساهمات الدولية للشعب الفلسطينى سواء فى غزة أو القدس، ومن المؤكد أيضًا أن هناك دولًا كثيرة سوف تراجع مواقفها مرة أخرى سواء بالنسبة للشعب الفلسطينى أو الكيان الصهيونى.. وإذا كانت مصر تبذل كل جهودها من أجل الشعب الفلسطينى، فمن باب أولى أن تكون الفصائل الفلسطينية على قدر المسئولية وتسمو على كل خلافاتها من أجل شعبها.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا