أن ترى بعينك تحول الرؤى والأفكار لأفعال ومشروعات تنفذ على أرض الواقع شيء في غاية الجمال ويثبت أن هناك دولة حقيقية. فإن كم العمل بمثلث ماسبيرو وخلية النحل التي تعمل ليل نهار هو أكبر دليل على أن هذا المربع بما فيه ممشى أهل مصر وكورنيش ماسبيرو. سيتحول لواجهة حضارية تليق بقاهرة المعز ومصر الحضارية لمكانه هذا الموقع المميزة على كورنيش النيل تقاطعا مع جسر وكوبري 6 أكتوبر. وبعد أن شمل التطوير إزالة حديقة بوجي وطمطم كما أسماها وأطلق عليها العاملون بماسبيرو .. ثم بعد ذلك الإعلان عن منع دخول سيارات العاملين بماسبيرو لجراج ماسبيرو متعدد الطوابق الشهير ابتداء من أول يونيه 2021 استعدادًا وتمهيدًا لهدمه والذي أمتد عمر هذا الجراج أكبر من عمر آخر المعينين بماسبيرو . رأي البعض أن إزالة الجراج ومن قبله حديقة ماسبيرو إنما هو كفقد شخص مقرب وأن هذا بداية نهاية ماسبيرو.. ولكن أقول أنه إذا كانت هذه البداية هي بداية تطوير حقيقيه أو إزاله هذا الكيان أو إقامة كيان اقوي. ففي كل الأحوال يا ساده يجب أن نتذكر جيدًا دور هذا الكيان الكهل والذي ما زال ممتدا إلى ما شاء الله . فتذكرني احتفاليه يوبيل قناة النيل للأخبار والتي أقيمت بدار ضباط الحرس الجمهوري والتي تشرفت بتصميم وإخراج براند وشعار تلك الاحتفالية ذكرني ذلك بعده عبارات كانت تتردد وقتها بين زملائي منها (قناة مصر الإخبارية) و(أول قناة إخبارية في مصر)
وحقيقي أن هذه العبارات كانت سليمه وما أكد صحتها عندما رأينا أن الحفل كان يجمع معظم الرموز الكبيرة في ماسبيرو ومعظم رموز الإعلام شرقا وغربا بمختلف الفضائيات الخاصة محليا ودوليا فهم ممن تخرجوا في مدرسة النيل للأخبار ومدرسة ماسبيرو العريقة وكانوا ممن أثروا وتركوا بصمات وسجلوا علامات كانت فارقه في تاريخ الإعلام المصري والعربي قبل أن يكونوا رموزًا في تلك الفضائيات.
ولكل منهم ذكريات تربطه بهذا هذا الكيان والجراج الملحق متعدد الطوابق، والذي كان شاهدًا على العصر.
إن قناة النيل للأخبار.. يا سادة.. منذ نشأتها في السادس من أكتوبر عام 1998م كانت بمثابة المنصة الإعلامية الوطنية لمركز أخبار مصر بعد نقل تبعيتها من قطاع قنوات النيل المتخصصة.
قناة النيل للأخبار تعد من المدارس الإخبارية الرائدة.. بها كوادر هي من وجهه نظري الأفضل مهنيًا على الإطلاق من كوادر الشو.
فكل العاملين بها بمختلف درجاتهم وبمختلف وظائفهم عملوا في أسوأ الظروف والأزمات وحققوا نجاحات لا نظير لها. كوادر مهنية متميزة لديها تراكم خبرات منذ أن كان الإعلام هو ماسبيرو وفقط.
أذكر دور قناة النيل للأخبار أثناء الأزمات التي مرت بها مصر منذ عام 2011 وحتى رحيل جماعة الإخوان وضبط المشهد السياسي وحتى الآن.
يجب أن نعلم أن الهوية المصرية التي قد نتجاهلها أو نستهين بها في بعض الأوقات هي من حققها ماسبيرو العريق بمختلف قنواته وإذاعاته منذ عام 1960م. وان من أهم الأذرع الأساسية التي اتسمت بالمهنية وبالصدق في ضبط المشهد المصري الوطني في ظروف صعبة كانت هي النيل للأخبار ذلك الذراع الوطني الإخباري القادر علي التصدي للأكاذيب والشائعات التي اتخذتها بعض قنوات الشو الإعلامي نهجًا وأسلوبا. فقناة النيل للأخبار يا سادة هي من دعمت وساندت وأدت دورًا وطنيًا مهمًا في وقت لم يكن غيرها. أما آن الأوان يا سادة أن ينال هذا الصرح العريق نصيبًا من التطوير ضمن تطوير مثلث ماسبيرو.. يا سادة يجب ألا ننسى أن هذا المثلث يحمل اسم اعرق مكان حضاري بمصر وهو ماسبيرو ذلك المكان الذي شكل هويتنا الثقافية التي ما زلنا نتأثر بها حتي اليوم فمعظم وأهم الأعمال الدرامية تم إنتاجها داخل استوديوهات هذا الكهل العجوز الذي ما زال يحمل بداخله الخير ولكن فقط يحتاج الدعم الحقيقي ليعود إلى الريادة الوطنية في الحفاظ على هويتنا الثقافية الحقيقية التي تشكلت عندما كانت الشاشة تجمع حولها كل أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم لتقدم وجبه ثقافية أخلاقية دسمة للجميع في العمل الواحد. والتي أزالت معالمها شركات وقنوات البلاس (+) والتي قامت بالفصل بين أفراد الأسرة الواحدة في متابعه العمل الواحد فأي ثقافه هذه والتي أحدثت تفرقة لأفراد الأسرة لم نعهدها من قبل. يا سادة إذا كان هناك تطوير حقيقي لمثلث ماسبيرو فيجب أن نعلم أن قمه هذا المثلث هو تليفزيون ماسبيرو وكان الأولى أن يبدأ التطوير والدعم لمركز الحفاظ على الهوية المصرية الأخلاقية تليفزيون ماسبيرو العريق.