فلاسفتنا، مثل البضائع المقلدة، تلك التي يتهافت عليها كثيرون في «بانكوك»، وغيرها من عواصم التزوير المتقن شكلاً، والخائب تقنياً.
مقلدون، يقرؤون سير قادة الفكر العالمي، فيحلمون بأنهم يمكن أن يكونوا مثلهم، ولا يعرفون أن أولئك الأشخاص، من نتاج مجتمعات تختلف عنا، مشاكلهم ليست مثل مشاكلنا، وعقائدهم ليست مشابهة لعقائدنا، والظروف التي مروا بها، أفقدتهم الثقة بما يؤمنون به، هم كانوا ضحايا لعنصرية متأصلة، قسمت الناس إلى فئات ودرجات، وميزت طوائف على طوائف، واخترعت ألواناً للدماء التي تسري في العروق، كما فعل «هتلر» و«موسوليني» وغيرهم، فهؤلاء كان يحيط بهم فلاسفة ومفكرون حالمون ومتوهمون، زينوا لهم أفعالهم، وأقنعوهم بنظريات قاموا بتركيبها، وأخذوا قادتهم ودولهم إلى مصير تخبركم عنه نتائج الحرب العالمية الثانية، والتي أفرزت، كردة فعل معاكسة، فلاسفة ومنظرين جدداً، قادوا ما يسمى اليوم بالعلمانية والليبرالية، وكانت الخطوة الأولى، أو النظرية التي اتفق عليها بعد نقاش طويل، هي «نزع القيم من قلوب الناس»، القيم الدينية أولاً، ثم القيم الأخلاقية، حتى يصلوا إلى القيم الوطنية، وقد نجحوا، فالذي نشاهده في أوروبا والغرب كله اليوم، شيء مضاد لما كان سائداً هناك قبل ظهور «هتلر».
موضوعات ذات صلة
-
محمد يوسف يكتب: الأفاعي تبدّل جلودها
-
محمد يوسف يكتب: الظلاميون لا ينيرون طريقًا
-
محمد يوسف يكتب: جهلة مدعون
أقول لكم، هذه الأمة، لا تخاف من «فلاسفة بانكوك»، تعرف أنهم يبيعون بضاعة بائرة و«معطوبة»، وقد جربت أمثالهم منذ قرون مضت، فكانت النتيجة نسيانهم بين صفحات التاريخ، وبقاء عقيدة الحق قوية، في وجه كل التحديات التي تواجهها، وما لم ينجح فيه السابقون من المنحرفين الخارجيين، لن ينجح فيه هؤلاء المدّعون، فهذا الذي يقذفونه بين فترة وأخرى في وجوهنا، ليس فكراً، وليس فلسفة، وليس علماً، ومن يشكك في ما أقول، لينظر إلى بلادنا، كيف ارتقت ووصلت إلى عنان السماء، وهي متمسكة بعقيدتها، فنحن بحاجة إلى الحكمة، وقد وجدنا الحكمة عند قادتنا، بفضل الله.